أشرنا إلى أن مجتمع مواقع التواصل الاجتماعى هو انعكاس للمجتمع بكل تناقضاته، ويزدحم بالأخيار والأشرار والنصابين، ممن ينصبون شباكهم، ويلقون الطعم لمداعبة طمع البعض وسذاجة البعض الآخر، لكن الأهم فى كل هذا مثل المجتمع العادى، حيث يظهر البعض بحالته الطبيعية ويتصرف كما هو بفطرته ومن دون تلوين، هناك من يرتدون وجها آخر لشخصية مختلفة، تماما مثلما يحاول البعض أن يتجمل فإذا به يمارس الكذب.
وهناك من يقدمون أنفسهم فى صورة يختارونها بعناية ويرسمونها، لتكون شخصا نموذجيا، حكيما، أو عميقا، خبيرا أو عارفا. وبعض هؤلاء تختلف حقيقتهم عن الصورة التى يصدرونها فى الصفحات العلنية.
وكما أشرنا فإن مراكز الطب النفسى والاجتماعى تستقبل شخصيات معروفة تعانى من إدمان المواقع الإباحية، أو تختفى خلف أسماء مستعارة، لتمارس أنواعا من الشتائم أو التحرش أو الأقوال الفاحشة. بما يجعل الحقيقة تختلف عن الصورة المصدرة فى فيس بوك أو تويتر. وتمارس الازدواجية بين الخطاب والسلوك.
هناك أشخاص ينجحون فى تلميع أنفسهم وترويج صورتهم وتسويقها، على عكس حقيقتهم، خاصة أننا فى عصر يختلط فيه الحابل بالنابل، وأى شخص يمكن أن يروج لنفسه من خلال عملية تسويق تحول الوهم إلى حقيقة، والمدعى إلى خبير، وكل هذا بالتكرار والإلحاح. بما يصنع هالة حول الشخص تجد من يصدقها، بل إننا نجد الكثير من مشاهير المحللين يستندون إلى أخبار مزيفة، وتقارير مضروبة، ويبنون وجهات نظر متكاملة على معلومات ناقصة أو مزيفة.
وهناك من يبنى وجهات نظره بناء على وجهات نظر لآخرين فيصبح انعكاسا لآخرين. بل ويمكن التقاط بعض من يتخذون مواقفهم بناء على مواقف آخرين مجاملة أو تبعية أو إحراجا. خاصة فى الآراء السياسية، التى تمثل أيضا نموذجا للتبعية والازدواجية.
حيث الأشخاص يختلفون فى الحقيقة عن صورتهم الافتراضية. وبعضهم يحمل أكثر من شخصية تتناقض مع بعضها البعض. بما يثبت نظرية «إنت مش إنت على فيس بوك».