قبل أكثر من 100 سنة أشرف البارون إمبان بنفسه على بناء حى مصر الجديدة، وصممه على طراز يناطح أرقى أحياء العالم، بصورة تخيلية كيف يمكن أن نواجه «البارون», اليوم لو عاد للحياة وبدأ يرصد قطار القبح الذى زحف ليدارى كل معالم الجمال، التى بناها هو ومن بعده.. فى 6 مشاهد يمكننا رصد تحول الحى الراقى المبهج إلى حى قبيح بأيدى عصر الفوضى والزحام ومقاولين الأبراج.
منصة سباق الخيل وسينما غرناطة
كانت أرض سباق الخيل من أهم معالم مصر الجديدة فى أوائل القرن الماضى، ومحطة لتجمع البهوات والبكوات، إلى جوار المنصة الرئيسية للملك فاروق، وعلى مدار سنوات كانت شاهدا هاما على جزء من تاريخ مصر الراقى، قبل أن يحطمها قطار القبح لتحتفظ أرضها بذكريات التاريخ المهدم إلى جوار سينما غرناطة، التى أصبحت ذكريات تبكى على أطلال التاريخ.
قصر البارون
أحد أهم القصور فى مصر وربما فى العالم، تلك التحفة المعمارية، التى صممها المعمارى الفرنسى ألكساندر مارسيل وزخرفه جورج لويس كلود، تحول لمنطقة مهجورة سلكتها جماعات عبدة الشيطان وطال الإهمال ساحته الخضراء الواسعة، وانتشرت به الكلاب الضالة قبل أن تأتى المفاجأة بتحوله لقاعة استقبال افراح.
الميريلاند
للميريلاند المبهجة حكاية أخرى.. كانت البداية بزعم عملية تطوير الحديقة، لكن جاء التطوير من اتجاه معاكس بقطع الأشجار، التى كان بعضها من الأندر فى العالم، وتجريف الأرض الزراعية، التى أصبحت جرداء ثم إزالة البحيرة المائية أو بحيرة البجع، التى كانت تجمع العائلات، واستبدالها بمبنى خرسانى يقال إنه سيكون جراج للسيارات.
ترام مصر الجديدة
عندما فكر البارون إمبان فى إنشاء المدينة الجديدة فى الصحراء، أنشأ خطوط الترام لربط هليوبوليس بجميع أنحاء العاصمة القاهرة، ولكن أبى المسؤولون أن تظل تلك الذكريات الأنيقة متواجدة فى شوارعنا المزدحمة بكآبتها الحالية، فصدر القرار باقتلاع الترام من خطوطة، وظهرت المياه الجوفية لتغمر مكان الخطوط وتكمل المشاهد قبحا من منطقة ابن سندر وحتى منشية الصدر.
الأشجار النادرة
بعد إزالة خطوط الترام وتمهيد الطرق كان لا بد من قطع الأشجار المتواجدة بالجزيرة الوسطى فى شارع أبو بكر الصديق فى مناطق التجنيد وميدان المحكمة ومحطة هارون الرشيد وميدان سفير، أشجار نادرة يرجع تاريخها إلى أكثر من مائة عام.
المبانى الأثرية
لم تسلم المبانى القديمة التى أنشأت فى بداية بناء هليوبوليس، والتى كانت مصممة على الطراز الأوروبى ممزوجا بالتصميم الإسلامى والعربى، من التشويه أو الهدم وبناء الأبراج السكنية، التى تصل أحيانا إلى 15 طابقا، لتمحو التراث المعمارى لمصر الجديدة.
آخر هذه التشوهات هو مبنى بريد وتلغراف مصر الجديدة، الذى أنشئ عام 1911 بديكور حديث دمر واجهة المبنى دون مراعاة التصميم الكلاسيكى المميز لهذا المبنى العتيق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة