أحمد إبراهيم الشريف

النشر.. حسب دماغ الناشر

السبت، 06 أغسطس 2016 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تزال أزمة النشر مستمرة، ويبدو أن أمدها سيطول بعض الشىء، فمستلزمات الطباعة تواصل الغلاء، يحدث هذا على الرغم من انخفاض سعر الورق على المستوى العالمى، لكن الدولار وتقلباته ومشكلاته المتفاقمة أخذ المنطق من صناعة النشر بعد أن ترك أثره الدائم على جميع الواردات التى تدخل أرض مصر.
 
المهم أن بعض دور النشر تستغل هذه الأمور، وتفرض شروطها على المؤلفين الذين يحلمون بنشر كتبهم وليس لهم سبيل إلى الهيئات الحكومية، ومن ذلك إحدى دور النشر الخاصة التى نشر صاحبها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى على الـ«فيس بوك» مجموعة من التعليمات الغريبة المتعلقة بطرق النشر داخل الدار ومنها «أن الباب مفتوح لاستقبال الأعمال الأدبية باختلافاتها ما عدا الشعر»، وربما يعكس ذلك الأزمة التى يعيشها الشعر فى عالم الطباعة، فصاحب الدار رفض بداية أن ترسل له الأعمال الشعرية، وتخلى عن دوره فى هذه الصناعة المهمة.
 
كذلك يؤكد صاحب دار النشر أن قبول أو رفض الأعمال سيكون حسب دماغ الناشر فيقول «رفضنا عشرات الأعمال ودون فهم خاطئ للمسألة، دار النشر دى مؤسسة خاصة، وليست حكومية يعنى سياسة النشر فيها ترجع لدماغ الناشر ورؤيته مدى ملائمة العمل وصاحبه للتعاون مع الدار أم لا، فقد يكون عملك عبقرياً، ولكن الدار لا تريد التعامل معه لرؤيتها الخاصة أو يكون اللون الذى تكتبه موجود لدينا، ولن يضيف إلينا، وهكذا هناك ألف سبب للرفض وليس معناه ضعف العمل أو قوته»، فهى آراء.
 
لم يحدثنا الناشر عن لجنة للنشر تحكم وترد وتقبل وترفض، وهذا أقل الأسباب العلمية التى من الممكن لها أن تنقذ النشر من أزمته التى تتسع وتكاد تطيح بالصناعة نفسها، لكنه حدثنا عن دماغ الناشر، وحتى لو حاول أن يجعلنا نفهم أن كلمة «دماغ الناشر» المقصود الدار، لكن النبرة الأحادية فى الكلام، وطريقة التعالى المستخدمة تفقد الكثير من آليات العمل الحقيقى.
 
صناعة النشر فى هذه الفترة بحاجة قوية للتضافر وإبراز الجيد فيها وغيره، والوقوف بجانب التجارب الحقيقية الراغبة فى استمرار وجود الكتاب فى يد القارئ.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة