مرات كثيرة تحدثنا وتحدث غيرنا عن أن الحرب فى سيناء هى حرب تنمية فى الأساس، وحتى الحرب على الإرهاب هى لتوفير الأمن من أجل التنمية، ونعلم أنها حرب مؤقتة، لأن الإرهاب سوف ينتهى بالهزيمة، بل إنه انحصر، ولا يزال يتركز فى جرذان هاربة تنفذ عمليات غادرة خاطفة وتهرب، بينما لا تقوى على الظهور فى العلن مثلما تفعل فى دول أخرى. مصر ليست مثل باقى الدول، التى اجتاحتها التنظيمات الإرهابية، لأن القوات المسلحة الباسلة بدعم شعبى واسع تقدم طوال الوقت نماذج نادرة ومشرفة لمواجهة الإرهاب أصبح مدرسة تسعى كل الدول لتعلمها.
كانت آخر عمليات القوات المسلحة الباسلة، تلك التى انتهت بمصرع الإرهابى أبو دعاء، قائد تنظيم بيت المقدس الإرهابى بسيناء، فى واحدة من أكبر الضربات للإرهاب فى سيناء.
وجاءت العملية الناجحة وسط الاستعدادات للاحتفال بعام على افتتاح قناة السويس، والتى تمثل خطوة مهمة ضمن عملية التنمية الكبرى فى القناة وسيناء.
مواجهة الإرهاب لاتقتصر على العمليات الأمنية. وإنما الحرب على الإرهاب لم تمنع من خوض معركة التنمية، التى تمثل الهدف الأساسى للدولة، وألا تقتصر التنمية على السياحة، وإنما تنمية زراعية وصناعية وسياحية بسيناء، وشرق القناة تتمثل فى مدن وقرى ومجتمعات عمرانية تمثل حلما للخروج من الوادى الضيق، وأيضًا لتوزيع سكانى حقيقى يخفف الضغط على الوادى والدلتا، ويفتح الباب لمشاركة المجتمع فى التنمية بشكل مستمر.
ويعرف من يتابعون جهود الدولة، حجم العمل لإنجاز مدينة الإسماعيلية الجديدة، وجبل الجلالة وأنفاق عبور المياه لشرق القناة، أن هناك خططا واضحة المعالم تبدأ ثمارها خلال سنوات قليلة. ويجرى العمل فى برامج تنمية سيناء، بالتنسيق بين كل الوزارات وأجهزة الدولة لإنشاء التجمعات البدوية والزراعية، وتمهيد الطرق، وإنشاء المدارس والمراكز الصحية، مما يسهم فى توفير فرص عمل للشباب والمرأة، باعتبار التنمية أفضل سلاح للقضاء على الإرهاب.
كانت زيارة المهندس المهندس إبراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية، واللواء أحمد جمال الدين، مستشار الرئيس للأمن القومى، إلى شمال سيناء قبل يومين كاشفة عن ارتباط الأمن بالتنمية، وجدية الدولة فى تنفيذ استراتيجية التنمية، مع توفير الأمن لهذه التنمية.
سيناء معروفة بمواردها الضخمة، التى تتنوع من تعدين وزراعة وخامات صناعية، فضلا عن أراض صالحة للزراعة تنتظر المياه والإرادة، وقد توفرت الإرادة ونحن نعرف أن هناك مطالب طوال عقود بأهمية أن يتم تنمية سيناء بشكل متكامل، ومن خلال مشروعات صناعية وتنموية توظف إمكاناتها المتسعة وتفتح الباب لتوسع عمرانى. وتوزيع سكانى، مع تقديم فرص حقيقية لأهالى سيناء. وأن التعمير والمجتمعات السكانية والزراعية هى أقوى مواجهة للإرهاب، وأيضا توفير الأمن الحقيقى الذى لايقتصر على الأمن بمفهومه الضيق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة