أمير قطر السابق حمد بن خليفة، كان أول من يزور تركيا مهنئا رجب طيب أردوغان بفشل الانقلاب، وهللت وسائل الإعلام التركية لزيارة «الصديق الوفى»، وانفرجت ضحكته من الوريد إلى الوريد أمام الكاميرات وهو يعانق ديكتاتورا خُضبت يديه بدماء شعبه وجيشه، «واتلم المتعوس على خايب الرجا»، فى زيارة مشبوهة تثير أكثر من علامة استفهام، حول الدور التركى القطرى السافر، فى زعزعة الأمن والاستقرار فى المنطقة العربية.
ذهب حمد إلى أردوغان ليقول له « قطر وتركيا يد واحدة» فى مواجهة انقلاب الجيش التركى، وتبادلا كلمات يظن من يسمعها، أنه سمعها قبل ذلك عشرات المرات، على لسان معزول مصر وأهله وعشيرته، عن الشرعية الدستورية والانقلاب الفاشل والديمقراطية والصندوق، وأن قطر لم تنتظر تطورات الأحداث مثل دول أخرى لإعلان تضامنها مع الشرعية الدستورية الحاكمة، وقدم التعازى لشهداء أردوغان الذين سقطوا دفاعا عن الحق والعدل.
لم يعرف عن حمد «أبوتميم» أنه كان فى يوم من الأيام صاحب واجب، أو نصيرا لإعلاء إرادة أى شعب عربى، مثلما فعل مع أردوغان، وكان ودويلته أثناء حكمه وبعد رحيله، شوكة مسمومة فى ظهر الشعوب العربية، متآمرا ضد إرادتها وأمنها واستقرارها، متخالفا مع خصومها وأعدائها، ولكن مع تركيا الموقف مختلف، فالأجندة واحدة والمؤامرة مشتركة، والأصابع القذرة للبلدين تعبث بحياة الشعوب ومصائرها، وذهب حمد إلى تركيا نائبا عن ابنه، ليجدد العهد والسير على نفس الدرب.
أشاد أردوغان بالإعلام القطرى خاصة شبكة الجزيرة الإخبارية ومواقفها فى تغطية المحاولة الانقلابية الفاشلة، وهز حمد رأسه فرحا مسرورا، مستمتعا بالثناء التركى الذى يعوضه عن غضب الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج، وعن صفقات التآمر والخيانة التى تتفذها الجزيرة، ضد الشعوب العربية التى كانت آمنة، فتحولت إلى حروب وصراعات وأنقاض، حتى دول الخليج جارته وشقيقته الكبرى، لم تسلم من عبث قطر والجزيرة بأمنها واستقرارها، وتحريضها المستمر.
المرة قبل الأخيرة التى شوهد فيها حمد، كان يتسكع فى شوارع كرواتيا، بالشورت والفانلة والنظارة وشعره المنكوش المصبوغ هباب، وجلس منبوذبا على مقهى صغير يختلس النظرات.. وآخر ظهور وهو فى أنقرة مهنئا أردوغان، لتأدية واجب لم ولن يفعله مع أى دولة عربية شقيقة، لأن قطر وُجدت لتكون على العرب وليس معهم.