- ظاهرة «الدعاة الجدد» لعبت الدور الأبرز فى تمكين الجماعات المتطرفة من الشارع بطريقة «مودرن»
لم أتعود مطلقًا على التلون، والمجاملات غير المنطقية، أو عدم تسمية الحقائق بمسمياتها الحقيقية، وهو الأمر الذى يراه البعض أنه خطأ، وفاتورته باهظة التكلفة، وخسائره فادحة، كون أن معظم الناس لا تحب أن تسمع الحقائق، وتعشق فقط المجاملات، وكلمات الاطراء فى غير موضعها، بينما يرى القلة أن إعلان شأن الحقائق أمر مهم وجوهرى، حتى وإن كانت كلفتها عالية، لأن الحق أحق أن يتبع، وأنا لا يهمنى إلا قول الحقيقة.
وعندما كتبت عدة مقالات عن الداعية معز مسعود، وصديقه المخرج الثورى محمد دياب، عضو حزب مصر القوية، الذى يرأسه القيادى الإخوانى الأشهر عبدالمنعم أبوالفتوح، لمشاركتهما معا فى إنتاج وإخراج فيلم «اشتباك»، وقلت إن الفيلم يروج لجماعة الإخوان، وتحسين صورتهم فى الشارع، قامت الدنيا ولم تقعد، وخرج دراويشهما للدفاع عنهما بكل قوة.
معز مسعود، الذى أطل علينا بأنه الداعية الشاب المودرن والروش، اقتحم السينما من باب الإنتاج تحت مسمى عجيب وغريب «بروديوسر Producer»، فى محاولة للتشويش على دوره الرئيسى كمنتج ممول لفيلم «اشتباك»، الذى يبشر ويمهد ويطهر كل الطرق لعودة جماعة الإخوان الإرهابية من جديد على الساحة، وروجوا للفيلم باعتباره فيلما عالميا، وأن المهرجانات تلهث وراءه لعرضه فى قاعاتها والاحتفاء به أيما احتفاء، وأن المخرجين والفنانين العالميين يشيدون بالفيلم على اعتباره واحدًا من أهم علامات السينما المصرية والعربية، إن لم يكن الأبرز، وهو عكس الحقيقة تمامًا.
وصَدَق كل من محمد دياب، والداعية المودرن والروش معز مسعود، هذه الأساطير، التى يروجون لها عن فيلم اشتباك، لهدف واضح بجلاء، وهو الترويج للفيلم فى الشارع، وجذب أكبر عدد من الجمهور، والتزاحم على شبابيك دور العرض فى طوابير طويلة لمشاهدته، ومن ثم تتحقق الرسالة الكبرى للفيلم وهى، أن يشاهده الملايين من المصريين ويتعاطفون مع جماعة الإخوان، وتبدأ نغمة المصالحة مع الجماعة الإخوانية تتردد بقوة وتنتشر وتمثل عامل ضغط على الدولة لإجبارها على قبول المصالحة.
معز مسعود ومحمد دياب، يريدان من المصريين قبول ما يتعارض مع القيم الأخلاقية والوطنية، وأن يضعوا أيديهم من جديد لمصافحة اليد التى تلوثت بدماء أطهر وأشرف من فى مصر جنود الجيش والشرطة، ونسألهما: هل نغفر كل خطايا وجرائم جماعة إرهابية ارتكبت من الموبقات ما لا يصدقه أكثر أعدائنا من اتباع سياسة الأرض المحروقة من حرق البشر والشجر، وهدم الحجر، وتأليب أعدائنا للتدخل فى شؤوننا الداخلية، والارتماء فى أحضان كل شياطين الشر الكارهة لمصر؟
هل من المنطق أو العقل أن نكافئ جماعة ارتكبت كل أنواع الجرائم والخسة والحقارة، وثبت كذبها وغشها وخداعها عبر كل العصور السياسية، بأن ندمجهم من جديد ونعيد لها الحياة؟ هل منطقى أن نكافئ المجرم على حساب الشريف؟ وهل نصرخ بأعلى صوت مرددين أنه فى مصر حاليا الأشرار ينتصرون ويسحقون الأخيار؟
أحب أن أؤكد ما يفعله محمد دياب وشقيقه، والداعية الروش معز مسعود فى السينما، من إنتاج أفلام تبشر «برقة وطيبة وحنية» الإخوان، إنما يمثل أخطر أنواع الجرائم الحقيرة، وتتجاوز مخاطرها، خطورة الفيروسات المدمرة للعقول، ولذلك أطالب الشعب المصرى بمقاطعة أفلام محمد دياب، وكل أعمال «معز مسعود» الدعوية والسينمائية والغنائية، وغيرها التى لا تعد ولا تحصى، ولا يمكن لنا أن نكرر نفس المآسى، ومنها ظاهرة «الدعاة الجدد»، التى لعبت الدور الأبرز فى تمكين الجماعات المتطرفة من الشارع، بطريقة «مودرن» ودس السم فى العسل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة