كنوز مصر المدفونة.. "حمام فرعون" خارج نطاق الخدمة.. دراسة بحثية: المياه الكبريتية تعالج الجروح وتجدد الخلايا.. وتُطالب برصف الطرق المؤدية إليه.. وتوفير علامات إرشادية وتحذيرية لتعزيز الأمن للسائحين

الثلاثاء، 09 أغسطس 2016 05:54 ص
كنوز مصر المدفونة.. "حمام فرعون" خارج نطاق الخدمة.. دراسة بحثية: المياه الكبريتية تعالج الجروح وتجدد الخلايا.. وتُطالب برصف الطرق المؤدية إليه.. وتوفير علامات إرشادية وتحذيرية لتعزيز الأمن للسائحين محمد عطية زعلوك باحث سياحى
كتبت ميرفت رشاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تشهد السياحة العلاجية تطوراً ملحوظاً، وباتت تمثل المصدر الأول للدخل لبعض الدول السياحية، لاسيما فى ظل رفع ودعم جودة المؤسسات الطبية ذات الخدمات العلاجية الهائلة والترويج للاستشفاء وبناء منتجعات سياحية متنوعة، وفى مقدمة هذه الدول بولندا ورومانيا وبلغاريا وتايلاند وماليزيا والهند وسنغافورة.

 

ورغم قلة الدعم الكامل لمنتج السياحة العلاجية فى مصر، إلا أنها تمتلك شتى مقومات السياحة العلاجيةن وعلى رأسها المواقع الطبيعية المؤهلة لدعم المنتج السياحى المصرى، ومن أمثلة ذلك "حمام فرعون" بجنوب سيناء، الذى من خلال استغلاله الأمثل يمكن المساهمة فى تحقيق التنمية السياحية المستدامة للسياحة المصرية ذات الأنماط المتنوعة، هذا ما كشفه محمد عطية زعلوك، باحث سياحى بمكتب وزير السياحة وباحث فى التراث العالمى وإدارة الأعمال، فى دراسة تطبيقية على حمام فرعون بجنوب سيناء للاستفادة من السياحة العلاجية فى مصر.

 

مقومات حمام فرعون

 

حمام فرعون يقع على بعد 5 كم من مدينة أبو زنيمة بمحافظة جنوب سيناء، وفى الجزء الجنوبى لمدينة رأس سدر، وعلى بعد 110كم من مدينة الطور، وكذا على بعد 250 كم من القاهرة.

 

الحمام عبارة عن مغارة جبلية تنفجر فيها ينابيع مياه كبريتية شديدة السخونة على هيئة بركة بقوة 3000 متر مكعب فى اليوم الواحد، ويتدفق 15 عيناً كبريتية أسفل الصخور تتجاوز حرارتها 92 درجة مئوية، مما يجعل مياهها هى الأكثر سخونة بين العيون والينابيع والآبار الساخنة فى مصر والبالغ عددها 1450 عيناً وينبوعاً وبئراً.

 

يحتوى بالكامل على مياه كبريتية غنية بالعناصر المعدنية، أهمها الصوديوم الذى يساعد على التئام الجروح، والماغنسيوم الذى يساعد خلايا الجلد على استعادة حيوتها وإعادة اللون الطبيعى للجلد، وكذا عناصر أخرى مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والسليكون والأملاح المعدنية، وأثبتت الأبحاث العلمية أن كافة هذه العناصر تساعد على علاج الأمراض الجلدية وأمراض العيون والصدرية.

 

معوقات الحركة السياحية بحمام فرعون

 

حمام فرعون يتبع هيئة التنمية السياحية فهى صاحبة الولاية والتصرف فيه، وكانت قد قامت بتأجيره لإحدى الشركات لاستغلاله منتجعاً سياحياً، ورغم ذلك لم يتم فيه أية إنجازات سوى هياكل خرسانية فقط متواجدة لأكثر من 10 سنوات قد أصابها التردى والإهمال.

 

أكد البحث، عدم توفير منشآت خدمية تلبى كافة احتياجات المترددين على زيارة المنطقة من المواطنين والسائحين الأجانب، وعدم الاهتمام بنظافة المنطقة المحيطة بالحمام ومعاناة بعض عيون المياه والأعشاب الطبية بالحمام من الإهمال والطحالب والقمامة وهو ما لا يتناسب ذلك مع المظهر الجمالى لهذه المنطقة.

 

وأشار إلى عدم وجود علامات إرشادية أو تحذيرية بكامل المنطقة، خاصةً أن هناك أماكن محظور التواجد فيها لشدة سخونة المياه بها أو عدم توافر الأكسجين اللازم للتنفس.

 

متطلبات الارتقاء بمنطقة حمام فرعون وتحويلها إلى منتجع سياحى


   
وطالب البحث برفع كفاءة مداخل حمام فرعون، من خلال رصف جميع الطرق المعيبة المؤدية إليه، مما يساهم فى سهولة الوصول دون أية معوقات، تركيب أعمدة إنارة تعمل بالطاقة الشمسية بكافة الطرق المطلة على حمام فرعون مما يساهم فى الحد من حوادث الطرق.

شدد على توفير علامات إرشادية وتحذيرية بالحمام تساهم فى تعزيز الأمن للسائحين وحمايتهم من التعرض للخطر خاصةً وأنه تتساقط فى بعض الأجزاء داخل الحمام كميات من المياه الحارقة التى قد تؤذى السائحين.

 

أشار إلى ضرورة توافر وحدة إسعاف طائر لإنقاذ السائحين فى حالة تعرضهم للحالات الحرجة، خاصةً أنه للأسف الشديد لا يوجد بالمنطقة وحدة إسعاف حيث يتم الاعتماد فقط على نقل الحالات الحرجة إلى مستشفى شرم الشيخ أو مستشفى طور سيناء الأمر الذى قد يستغرق وقتاً طويلاً.

 

وطالب بتوافر فنادق إقامة بالمنطقة، لاسيما وأن السياحة العلاجية تتميز دون غيرها بطول مدة الإقامة، حيث يلزم للسائح القادم للاستشفاء الإقامة لفترات تبدأ من أسبوعين إلى شهرين متواصلين، ومن ثمَّ ضمان تكرار الزيارات لهذه المنطقة، مما يساهم فى ارتفاع معدلات إنفاق السائحين القادمين للاستجمام أو للاستشفاء أو الغطس أو السفارى، علاوةً على ارتفاع معدلات الإشغال الفندقى.

 

وأكد البحث، أهمية وضع حمام فرعون كجزء من البرنامج السياحى لرحلات اليوم الواحد التى يقوم بها السائحون بدايةً من شرم الشيخ ثم سانت كاترين ودهب، والانتهاء بحمام فرعون لممارسة سياحة الاستشفاء.


وأوصى البحث، بضرورة قيام هيئة التنمية السياحية بالدراسة والعرض على المستثمرين للارتقاء بهذه المنطقة وزيادة الطلب عليها، وكذلك تفعيل اتفاقية التعاون السياحى الموقعة بين وزارة السياحة المصرية ونظيرتها البولندية عام 2013 فى مجال السياحة العلاجية، والتى تضمنت قيام الجانب البولندى بمساعدة مصر لتطوير السياحة العلاجية والاستشفائية بالأماكن المهيأة للسياحة العلاجية، وكذا إقامة مشروعات أخرى مشتركة فى هذا المجال تعتمد على المقومات المصرية والخبرة البولندية.

وأوصى بقيام محافظة جنوب سيناء بالتعاقد مع إحدى الشركات المحلية المتخصصة فى مجال النظافة، وبحث عملية تأمين المنطقة من خلال إحدى الشركات العالمية المتخصصة فى هذا المجال.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة