بالصور.. حكاية قرية الطورات بلد "القلل القناوى".. مهنة تحويل التراب لـ"تحف".. ثمن الجرة لا يتجاوز 10 جنيهات.. المنازل تزينها الفواخير والتحف.. والعاملون: مصدر رزقنا ومفيش حد مهتم بينا

الخميس، 01 سبتمبر 2016 04:11 م
بالصور.. حكاية قرية الطورات بلد "القلل القناوى".. مهنة تحويل التراب لـ"تحف".. ثمن الجرة لا يتجاوز 10 جنيهات.. المنازل تزينها الفواخير والتحف.. والعاملون: مصدر رزقنا ومفيش حد مهتم بينا قرية الطويرات بلد القلل القناوى
قنا – وائل محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بمجرد الوصول إلى قرية "الطورات" بمحافظة قنا، ستجد البيوت المبنية بالطين، وعليها "البلاص" الذى يزين سطح المنازل ومدخل القرية، يعكس عن طيبة الحياة فى تلك القرية الصغيرة، المشهورة بصناعة الفخار "البلاص" على مستوى الجمهورية.
 
حالة القرية تجسد الصورة الحقيقة لسكانها، فأغلب السكان يعملون فى تلك الصنعة، والتى تعد مصدر رزقهم الوحيد الذى يعيشون عليه طوال السنة، المنازل فى القرية تزينها "البلاليص والتحف".
 

المراحل الأولى لصناعة "الفخار"

 
البداية كانت بالدخول وسط الجبال، وصولاً إلى المغارة لتحطيم وتكسير قطع من الصخور من وسط الجبل وتجميعها، يستمر ذلك العمل يومياً بعد صلاة الفجر يخرج صاحب "معمل" تصنيع الفخار مصطحباً أولاده وعدد من العاملين لتجميع مادة التكسير التى يصنع منها "الفخار" وتكون عملية التجميع على مدار 9 أشهر، ومع دخول شهور الصيف تبدأ عملية نقل الأحجار إلى داخل قرية "الطورات" بواسطة جرار، لتبدأ أولى مراحل تصنيع الفخار والتى تستمر فى الصيف فقط لمدة ثلاثة أشهر.
 
تمتد قدم أبو محمد "إلى حفرة مغطاة بتل من الطين، ومعاه 2 من الأبقار، وعلى أعينهم قماشة لتغطية أعينهم قائلاً: "هنا بنجمع الصخور التى جلبناها من الجبل ووضعها فى تلك الحفرة، وأقوم بوضع الماء على الأحجار وتبدأ الأبقار بالسير فى الحفرة لحين تليين الأحجار وتصبح "طينة" وتبدأ تلك العملية من الفجر حتى المغرب، ثم يتم رفع الطين من الحفرة، وإدخاله فى المعمل لحين القيام بتصنيع الفخار.
 
وتابع: "أن أكثر حد بيتعب معايا فى الشغلانة دى هى "الجاموس"، حيث يجب تدريبها قبل إنزالها فى الحفرة من شهر إلى شهرين، وبقوم بتغطية أعينها حتى لا يخرجوا من الحفرة، ويواصلون عملهم فى تليين الأحجار، وباعوضها بالأكل والتغذية السليمة علشان المجهود والشغل إلى بتبذله فى مساعدتى فى تليين الأحجار حتى تصبح عجينة لعمل "البلاليص" وهى بتفهم طبيعة الشغل كويس أكثر من الإنسان ووهما أفضل من المكن الحديث لأنه عمرة قصير، ووجدنا أجدادنا شغالين بالطريقة دى منذ قيد الأزل ومنعرفش غيرها".
 

مراحل التصنيع بعد التخمير

 
يتوقف دور عم محمد فى تليين الأحجار وتخميرها حتى تصبح عجينة سهلة التشكيل، يصنع منها القلل والبلاليص، ثم تبدأ مرحلة التصنيع ويجب أن تكون فى أوقات الظهيرة، حتى تتمكن العجينة من الثبات بعد وضع قطع الطين على "الرحاية" وهى عبارة عن قطع كبيرة من الأحجار مثبت عليها خشبة كبيرة، ينزل إليها العجينة ثم تبدأ عملية التشكيل والتصنيع، والتى لا تستغرق 3 دقائق حتى ينتهى "الصنايعى" من صناعة البلاليص، ويقوم شاب فى العقد الثانى من عمره بأخذها بوضعها فى مكان مظلم يوجد به بعض الفتحات البسيطة التى يدخل منها ضوء الشمس وتستمر فى تلك الحالة لمدة يوم كامل.
 

دور الأطفال وزوجات صاحب معمل التصنيع

 
لكل شخص فى صناعة الفخار دور مهم، لا تكمل المهمة إلا بوجود جميع الأطراف، ويأتى دور النساء والأطفال فى المرحلة قبل الأخيرة فى صناعة الفخار، وهى سحب كميات البلاليص المجودة فى المعمل ووضعها فى الشمس، ورصد "اليوم السابع" منافسة بين الجميع فى إنهاء العمل.
 
ومن ناحيتها، قالت منى معلى: "أنا بساعد أبويا فى رفع البلاليص من المعمل لوضعها فى الشمس وبكون فخورة أنا وأمى وأخواتى لأننا بيكون لينا دور فى أكل العيش ومساعدة أبويا، وإحنا من زمان بنقوم بذلك الأمر ويتم استدعائى يومياً لرفع ووضعها فى الشمس ثم رفعها فى الفرن ودى بتكون المرحلة الأخيرة قبل البيع بنظام الجملة.
 

فرن البلاليص المرحلة الأخيرة فى صناعة الفخار.

 
تعتبر فرن البلاليص هى المرحلة الأخيرة فى صناعة الفخار وبيعه، والفرن هى عبارة عن حفرة كبيرة، على مسافة 5 أمتار من الأرض يتم وضع ما يقرب من 700 من البلاليص بعد وضعها فى شكل "دائرى" ويتم تشغيل الفرن وإشعال النيران بواسطة البوص منذ طلوع الشمس حتى صلاة المغرب ثم يتم أخذ البلاليص من الفرن فى اليوم التالى ويتم بيعها فى جميع أنحاء الجمهورية.
 
تابع الحاج حسين أبو العاجز صاحب أكبر معمل لصناعة الفخار فى القرية، قائلاً: "ثمن الفخار أصبح مش جايب همه وبنتعب ونشقى اليوم كله حتى نقوم بتصنيع الفخار والتحف والبلاليص وفى النهاية نقوم ببيعها بـ10 جنيه، إحنا بنحول التراب فلوس لكن محدش مقدر قيمة ما نصنعه، وإحنا القرية الوحيدة إلى بتصدر لجميع محافظات قنا ومشهورين فى البلاليص وهو مصدر رزقنا ومفيش حد مهتم بينا من الحكومة، والصنعة بنجوز بيها ولادنا، وممكن بعد حياتنا "المهنة" تموت.
 
 
 

الأبقار أثناء صناعة عجينة تصنيع الفخار

أحد العمال يقوم بصناعة الطين

الجاموس تقوم بعملية دهس الأحجار

غرفة التخمير داخل المعمل

الجاموس يقوم بأعمال شاقة

أبو محمد أثناء مساعدة الأبقار

عملية تصنيع "البلاص"

عملية صناعة "البلاص" داخل المعمل

محرر اليوم السابع يمسك "بلاص" بعد تصنيعه

عملية وضع "يد" للبلاص

عملية تجميع البلاص قبل حرقه

عملة وضع البلاص داخل الفرن بطريقة منظمة

السيدات أثناء مساعدة أزواجهن

الانتهاء من صناعة البلاص قبل الحرق

عملية وضعه فى الفرن تمهيداً لحرقة

البلاص الذى تم حرقه وجاهز للبيع

بلاص معد للبيع

محرر اليوم السابع مع العمال

تجميع البلاص بطريقة منظمة

البلاص يستخدم فى الزينة

منزل عليه جرات من البلاص

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة