نقلا عن العدد اليومى...
فى 120 دقيقة، حاول الإعلامى يوسف الحسينى، مقدم برنامج «السادة المحترمون» بقناة «أون تى فى»، تقصى وتتبع تواجد التنظيم الدولى للإخوان فى لندن، من خلال فيلم «التنظيم» الذى عرض مؤخرًا.
وأسفرت جهود «الحسينى» وجهود فريق العمل المصاحب له عن الوصول لشبكة ضخمة من الشركات والمراكز البحثية والأذرع الإعلامية التابعة للإخوان فى لندن تستخدمها للحصول على التمويلات من الدول والتبرعات من الأشخاص، وذلك بالإضافة لاستخدامها فى شراء الكُتَّاب، وتشويه الدولة المصرية أمام العالم.
وتوصل يوسف الحسينى لمعلومات خطيرة ومهمة عن شبكة التمويل الإخوانية، وهو ما أدلى بها فى الندوة، التى حل خلالها ضيفًا على «اليوم السابع»، ونستعرضها فى السياق التالى:
أولًا، حدثنا عن الفيلم الذى تتبع بالأخص خارطة التمويلات التى تتلقاها الإخوان؟
- الفيلم مدته 120 دقيقة، مقسم إلى جزءين، الأول اصطلحنا على تسميته «النشأة» واستعرضنا خلاله فكرة التنظيم الدولى، كيف جاءت ولماذا ومتى وأين، وبحثنا مسألة تمويل الملك فيصل العاهل السعودى الراحل للتنظيم وشراء أول مقر له، وكذلك تتبعنا مسألة تمويل العائلة المالكة القطرية للتنظيم حتى هذه اللحظة عن طريق مؤسسة عيد الثانى وشركة ريتاج للفنادق، وتمكنا فى الفيلم من إثبات هذا التمويل وبوضوح وبالأسماء.
وكيف أثبت تمويل قطر لتنظيم الإخوان؟
- التمويل يأتى عن طريق هاشم بن محمد العوضى، وهو رجل أعمال قطرى لديه ابن اسمه محمد بن هاشم العوضى، كان عضوًا فى جبهة النصرة وكنيته «أبو عائشة القطرى»، وبعد مقتله أصدرت جبهة النصرة رثاء له. ويعد هاشم العوضى صاحب شركة أفنان للإنتاج الإعلامى، التى تدير قناة رابعة، وهو أيضًا رئيس المركز الإعلامى لمؤسسة عيد ال ثانى الخيرية، التى يملكها أحد أفراد العائلة المالكة القطرية، التى تمول الجماعة، وأيضًا هم أصحاب شركة ريتاج للأعمال الفندقية، و«هاشم» هو العضو المنتدب لها.. وبالمناسبة فإن فنادق ريتاج هى التى تستضيف كافة مؤتمرات الإخوان فى تركيا. ويمتلك هاشم العوضى علاقة أيضا بأفراد على صلة بتنظيم الدولة الإسلامية «داعش».
من أين جاءت فكرة فيلم «التنظيم»؟
- من متابعة تناول الصحف الأجنبية للأحداث فى مصر، حيث كان لافتا للنظر أن الصحافة البريطانية بدأت تستخدم لغة أكثر حدة من المعتاد ضد القاهرة، رغم أنه من المعروف عنها التزامها بالرصانة حتى فى أقصى مراحل اختلافها، وكان واضحًا أن مجموعةً من المواقع والكُتَّاب على وجه التحديد هم الذين استخدموا هذه اللغة الحادة، وهذا الأمر دفعنى لتصوير حلقتين من برنامج «السادة المحترمون» فى أكتوبر 2015 حول صورة مصر فى الصحافة البريطانية، رصدنا خلالهما وتتبعنا الكُتَّاب الذين تحولوا لشتامين ومدلسين، واكتشفنا خلال البحث أن بعض المواقع نشأت فى الصحافة البريطانية لم تكن موجودة من قبل، وحاولنا رصد آلية تمويلها والقائمين عليها، وكان اللافت أن بعض رؤساء مجالس إدارة هذه المواقع مثل «ميدل إيست اى» و«ميدل ايست مونيتور» قياداتٌ فى التنظيم الدولى لجماعة الإخوان، وأثناء العمل على الفيلم صدر تقرير ديفيد كاميرون حول التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية.
وكيف تمول هذه المواقع؟
- رصدنا مثلًا أن موقعى «ميدل ايست مونيتور» و«ميدل ايست اى» لا يوجد بهما إعلانات على الإطلاق، وبالصدفة قد تجد إعلانًا «تافهًا» لشركة محدودة، هذا فى الوقت الذى تدفع رواتب العاملين بانتظام، ومن بينهم كتاب كبار مثل ديفيد هيرست، الذى يشغل منصب رئيس تحرير موقع «ميدل إيست أى»، ومن المعروف أن له سعره المرتفع، وهو ما دفعنا للتساؤل من أين يأتى هؤلاء بهذه الأموال. وعند متابعة مجلس الأمناء والممولين لهذه المنشأة الصحفية، اكتشفنا أن هناك مجموعة من المؤسسات الإخوانية تشترك فى التمويل، كما أن عددا من قيادات الجماعة أعضاء فيها.
فى الجزء الثانى من الفيلم، سافرتم إلى لندن، وتتبعتم تواجد التنظيم الدولى عن قرب؟
- سافرنا لندن بالتحديد يوم 29 مارس، وقمنا بالتصوير هناك فى المقرات الخاصة بالتنظيم الدولى، ومن الأشياء التى تأكدنا منها أن هناك أكثر من 19 مؤسسة إخوانية تعمل فى لندن فقط، بينها مراكز بحثية وشركات مالية وشركات علاقات عامة وشركات لجمع التبرعات للشعب الفلسطينى، رغم أنها لا تقدم اى دعم للشعب الفلسطينى، وإنما تنفق أموال التبرعات على المقرات الباهظة، أو ترسلها إلى حركة حماس فقط، مثل مؤسسة «إنتربال غزة»، التى لا ترسل أى تبرعات لرام الله أو الضفة، وإنما فقط لقيادة حماس فى غزة، وهى التى تتولى بدورها توزيع الأموال، وهذه المؤسسة تمول بمئات الملايين من الإسترلينى والدولار سنويا من المتبرعين الذين يدفعون الأموال عن حسن نية وطيب خاطر.
هل تواصلتم مع قيادات بالتنظيم الدولى للإخوان؟
- حاولنا الاتصال بمصادر من التنظيم الدولى، منهم من لم يرد على هاتفه إطلاقا رغم أننا أرسلنا لهم رسائل من أرقام هواتف مجهولة، وعرفنا أنفسنا بأننا صحفيون مصريون حتى يطمئنوا، وهناك منهم من اعتذر عن الحديث، ومنهم من تعرف على صوتى فأغلق الهاتف فى وجهى، وذهبنا لمنازل بعضهم وشركاتهم، وطلبنا مقابلاتهم، فمثلا إبراهيم منير، الأمين العام للتنظيم الدولى، أغلق الهاتف فى وجهى، فذهبت إليه فى مكتبه، وخرج إلينا السكرتير الخاص به وقال لنا: «آسفين جدا»، وأيضًا ذهبنا إلى أنس التكريتى لكنه كان مسافرًا.
كيف يعيش قيادات الإخوان فى لندن؟
- ستجد فى الفيلم أشياء لا تتفق مع وجهة نظر الصانع، فعلى سبيل المثال القيادى الإخوانى السابق كمال الهلباوى تحدث عن القيادى فى التنظيم أنس التكريتى، وأنه يعيش حياة بسيطة، وبعدها صورنا منزله، واكتشفنا أنه ثمنه عن 2 مليون استرلينى، طبقا لمكتب العقارات الخاص بالحى، الذى يعيش فيه.
ما أنشطة مقرات الإخوان فى بريطانيا؟
- هناك 4 مقرات رئيسية للتنظيم الدولى للإخوان، أخطرهم على الإطلاق المقر الكائن فى كريكلود برودواى، حيث يشمل داخله شركة نايل فالى تراست لتداول الأوراق المالية التابعة للإخوان، التى يترأسها إبراهيم منير وتمول أنشطة التنظيم، ومحل «فلام هاوس» للمشويات، الذى كانت تستخدمه الجماعة كغطاء لنشاطها، لاسيما أن القوانين فى انجلترا تسمح بان تعمل اكثر من شركة فى مقر واحد بسجلات تجارية مختلفة، وداخل هذا المقر يوجد أيضا مكتب إبراهيم منير الأمين العام للتنظيم الدولى. وداخل هذا المقر توجد أيضا شركة وورلد ميديا سيرفس للإنتاج الإعلامى ومركز المستقبل للدراسات، الذى تم حله بمجرد صدور تقرير الحكومة البريطانية حول الإخوان مباشرة، ونايل فالى تراست التى يترأسها إبراهيم منير لتداول الأوراق المالية.
أين توجد باقى مقرات التنظيم الدولى فى لندن؟
- المقر الآخر فى «ويست جيت هاوس»، وكانت تتواجد داخله 7 مؤسسات تابعة للإخوان، وكلها اختفت من المبنى بعد صدور تقرير الحكومة البريطانية، وبقيت فقط قناة الحوار، وذلك لأن الجماعة أرادت نفى أى ارتباط بينها وبين هذه المؤسسات، بعد صدور تقرير الحكومة البريطانية.
وماذا عن المقر الثالث؟
- المقر الثالث هو كراون هاوس، ولا تزال تتواجد بداخله بعض المؤسسات مثل موقع «ميدل إيست مونيتور»، التى يترأس تحريرها إبراهيم هويت، وهو بريطانى وغير اسمه إلى إبراهيم، وأيضا يوجد بنفس المقر مركز «العودة» الفلسطينى، الذى يترأسه غسان فاعور، واللافت أن كليهما –هويت وفاعور - أعضاء فى مجلس أمناء شركة إنتربال غزة، التى تحدثت عنها من قبل، وفى نفس هذا المبنى يوجد مركز كامبريدج للتعليم والتدريب الذى يديره أحمد النعيمى، وشركتا «ميتنج بوينت» و«كوليكشن مالتى ميديا»، التى يديرهما أنس المقداد، وهو من يدير أيضا «مركز الإمارات» والمفارقة أن هذه الشركات الثلاث تتواجد فى غرفة واحدة، هذا المبنى مستأجر بالكامل للتنظيم الدولى للإخوان، وقد تمكنت من دخوله والتصوير بداخله، لأن موظف الاستقبال لم يتعرف علىَّ، نظرا لأنه ليس عربيا وكان متعاونا معى لأبعد الحدود.
كيف وجدت مقر شركة إنتربال غزة فى لندن؟
- عبارة عن مكان خرب بجوار صالة ألعاب، التقيت فيها بحسناء أفريقية، وسألتها عن «انتربال» دلتنى على مكان كبير خاو عبارة عن واجهة نصفها زجاجى وداخلها كراكيب ويتلقون التبرعات عبر البريد.
وكيف ردَّ قيادات التنظيم الدولى على الفيلم؟
- لم يكن لدينا مانع من الاستماع لرد المؤسسات التى ورد ذكرها فى الفيلم، ولم نجد إلا عزام التميمى، رئيس قناة الحوار، وأنس التكريتى اللذين خرجا ليسبا الفيلم وصناعه دون أن يصححا معلومة.
هل هناك رد فعل من بريطانيا بعد الفيلم؟
- كان هناك تصريح مهم صدر عن تريزا ماى، رئيسة وزراء بريطانيا، بعد عرض الفيلم حيث قالت: «إننا نتابع التقارير والوثائق التى يتم إصدارها حول تنظيم الإخوان بمنتهى الجدية»، وبالنسبة لنا هذا أمر مهم لأننا أحد هؤلاء الذين تتحدث عنهم، بالإضافة إلى أن فيلم «التنظيم» كان يدور تحديدًا حول التنظيم الدولى للإخوان فى بريطانيا، وهو ما لم تنتج أى جهة فى العالم تقارير وثائقية حوله.
وما رسالة الفيلم للمجتمع الدولى؟
- أردنا أن نوجه رسالة للمجتمع الدولى بأن التنظيم، الذى يتوغل داخل مجتمعاتكم، ويستغل الديمقراطية للوصول للحكم، فلا تستبعدوا فى يوم من الأيام أن تجدوا نواب إخوان داخل مجلس العموم البريطانى.. كان لدينا إصرار على ألا نقدم فيلما للمصريين، لأن لديهم قدرا من المعلومات حول الإخوان والتنظيم الدولى، وإنما نقدم فيلما للعالم كله، ولهذا تمت ترجمة الفيلم بالكامل إلى اللغة العربية بالنسبة للمنطوق الإنجليزى، وإلى الإنجليزية بالنسبة للمنطوق العربى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة