سأعتزل الحياة
وأبحث عن مأوى داخل نفسى
لعلى أجد فيها
ملجأ لحيرتى ويأسى
سأعتزل الألم وأبحث عن الفرح
فقد أرهق قلبى
وأثقل روحى من كثرة الجرح
سأظل أسافر بفكرى
وأرحل به بعيداً
فقد عشت به حياتى
فى بحور الأوهام أسيراً
قد جئت الحياة غريباً
صغيراً فى الزحام
أريدها ربيعاً
أريد منها السلام
وجدتها شاقة
وفى كل لحظة مشقة
أمضى الحياة
وأسير فى دروبها
أبحث عن الدفء فى سكناتها
كالبصير الضرير
لا أحلم فيها بالأساطير
ولا أن أكون متوجاً على العرش
كملك أو أمير
ولا أرضى أن أكون لها أسير
أحاول أن أنسى
طول الطريق والألم الرفيق
أحاول أن أطوى الحزن الصديق
أحلم أن أنعم فيها
براحة البال والضمير
بهدوء ناعم كملمس الحرير
بالسعادة كأحلام العصافير
أحلم برضى الحال
ولا الحوجة فى سؤال
أحلم بيوم
تشرق فيه الشمس
تعلن نهاية الأمس
تلد حياة يوم جديد
تأتى بالأمل البعيد
أحلم بألا أرى
وجوها عابسة
وجوها غاضبة متعَبة
فقدت معانى الأمل والصمود
تقضى الحياة
بغير أحساس بالوجود
يتغذون على الألم
وإحساسهم متشبع بالعدم
يبحثون عن السعادة
ونشوة الانتصار
فى رحلة طال فيها الانتظار
يتمنون العودة صغار
يتمنون طلوع نهار
به السماء صافية
به الأشجار مثمرة
به قلوب بالخير عامرة
تعلن نهاية الحروب المدمرة
وإلى أن يحدث هذا
متى وكيف هذا
سأعتزل الحياة
