بالأمس كانت الذكرى 64 لعيد الفلاح المصرى، فى هذا اليوم وبعد أقل من شهر من قيام ثورة 23 يوليو 52 صدر قانون الإصلاح الزراعى وتوزيع الأراضى على فلاحى مصر، وظل هذا العيد هو العيد السنوى للفلاح تحتفل به الدولة ويشارك فيه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر للتأكيد على دور الفلاح الكبير فى الاقتصاد الوطنى، وفى عملية التنمية وتتويجا لكفاحه الطويل ضد الاستغلال والإقطاع والعبودية.
بعد 52 كان الفلاحون المصريون ينتظرون يوم 9 سبتمبر ليلتقوا عبدالناصر ليسلمهم الكؤوس والمكافآت المالية لصاحب أعلى إنتاجية فى زراعة القمح والذرة والقطن، فكان عيدا للفلاح مع قائدهم لتتويج مسيرة التعب والكفاح والعرق من أجل الإنتاج، فأوفى الفلاح بعهده ووعده للنهوض بالزراعة المصرية وبزيادة الإنتاج الزرعى وتقليل الاستيراد.
فى السنوات الأخيرة خاصة العام الماضى والحالى، حتى الآن، لم تحتفل الدولة بعيد الفلاح دون أسباب معلنة، ولا أعرف لماذا لا تحتفل الدولة بعيد الفلاح مثل عيد العمال، فهناك 40 مليون فلاح عانوا منذ السبعينيات من أزمات ومشاكل جمة.
ليس لائقا ألا تحتفل الدولة بهذه المناسبة التاريخية، ولا أعرف من السبب فى عدم الاحتفال بعيد ملايين الفلاحين، خاصة أن الرئيس السيسى يولى الزراعة المصرية اهتماما وأولوية كبيرة لزيادة الرقعة الزراعية باستصلاح 1.5مليون فدان، وتوجهاته بالنهوض بمستوى معيشة الفلاح والنهوض بالتنمية الزراعية وتحقيق مطالبهم.
الفلاح المصرى يعانى كثيرا من مشاكل لا حصر لها ولديهم أمل كبير فى الرئيس السيسى لدعمهم ورعايتهم لإنجاز الحلم الكبير بتحقيق الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الزراعية الحيوية والاستراتيجية ووقف استيرادها مثل القمح والذرة.
واقع الحال ورغم التصريحات الحكومية والقوانين الخاصة بالفلاح مثل التأمين الصحى والتكافل الاجتماعى ومشاكل الديون ومستلزمات الإنتاج والتسويق والرقابة على أسواق الأسمدة، يقول إن الفلاح مازال فى وادٍ بمشاكله المزمنة والحكومة فى واد آخر بعيد عنه تماما.
ومواد الدستور تلخص مطالب الفلاحين خاصة المادة 29 التى تنص على توفير مستلزمات الإنتاج الزراعى والحيوانى للفلاح وشراء المحاصيل الزراعية الأساسية بسعر مناسب يحقق هامش ربح للفلاح، لكن لم يتحقق شيئا حتى الآن فى ظل غياب الكيانات المعبرة عن الفلاح مثل اتحاد التعاونيات.
عودة الاحتفال بعيد الفلاح يعنى أشياء كثيرة أهمها بالتأكيد، إظهار حرص الدولة على الارتقاء بمستوى معيشة الفلاح والنهوض بالزراعة المصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة