سعيد الشحات

كلام إعلام لا يعرفه العالم

السبت، 10 سبتمبر 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أن يتم دعوة مصر إلى مؤتمر قمة العشرين، الذى عقد قبل أيام فى الصين، فهذا يعنى التأكيد على أهمية مصر إقليمياً، وهذا أمر تفرضه حقائق الجغرافيا وحقائق التاريخ، ويمليه انتهاج سياسات مصرية تؤكد التعبير عن هذه الحقائق، وهذا كلام يتسع ليشمل كل شىء فى السياسة والاقتصاد، أما وأن يصل الأمر بأحد الإعلاميين إلى القول بأن وجود مصر فى هذه القمة تأكيد على الاعتراف الدولى بقوة اقتصادنا: «أغنى عشرين دولة فى العالم تعترف بقوة اقتصادنا»، فهذا هو قمة التدليس، والحقائق التى تعكسها الأرقام حاضرة فى كل وقت وشاهدة.
 
وهذا نوع من «الإعلام» يسير عكس اتجاه الرئيس السيسى الذى يصارح المصريين والعالم، بأن مصر تعانى من مشاكل اقتصادية ضخمة ومؤثرة لأسباب لا يتسع المجال هنا لذكرها، كما أنه إعلام يخلق أضراراً بالغة تتمثل فى رفع درجة استعداد الناس للمطالبة بجنى الثمار قريباً، فى نفس الوقت الذى ترتفع فيه الشكوى من الأسعار ولهيبها، بما يعنى أننا فى مسار طويل لن تظهر نتائجه فى القريب العاجل.
 
وفى هذه المساحة كتبت قبل ثلاثة أيام محذراً من الإفراط فى رفع الشعارات التى تذكرنا بشعارات سابقة، مثل شعار: «سنوات من الرخاء فى انتظارنا» أيام السادات، وأخرى أيام مبارك كانت تأتى فى شكل أخبار وتقارير عن وفود دولية تأتى إلى مصر لدراسة معجزتها فى الخصخصة، وهانحن الآن نجنى ثمار نتائج المرحلتين، فلا الرخاء تحقق، ولا كانت مصر صاحبة معجزة فى تطبيق الخصخصة.
 
هذا النوع من الحماس الإعلامى لن يؤكد قوة اقتصادنا، ولن يحميه، لأنه ببساطة يفتقد إلى المنطق والحجة والمعلومة الصحيحة، ويفتقد إلى المصارحة التى يترتب عليها الدخول إلى المستقبل دون أن ننظر إلى المرآة لنرى صورتنا الحقيقية، وعند هذا الحد سيكون الحصاد مراً.
 
بالطبع فإن المشاركة فى قمة العشرين لها فوائد، فى مقدمتها إطلالة مصر على العالم من قلب هذه القمة، أما وأن القمة تنظر إلينا بوصفنا أصحاب اقتصاد قوى فهذا كلام للاستهلاك المحلى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة