فى الوقت الذى يستعد فيه المسلمون للاحتفال بعيد الأضحى المبارك، تحتفل الكنيسة القبطية بعيد النيروز، وهو عيد رأس السنة القبطية، حيث بدأت الاحتفالات بصلوات العشية مساء السبت، وتستمر حتى صباح الأحد، حيث ترفع صلوات القداس وتدق أجراس الكنيسة لتعلن بدء العام القبطى الجديد.
ويشير الدكتور مينا بديع عبد الملك عضو المجمع العلمى والمختص بالتاريخ القبطى، إلى أن الاحتفال بعيد النيروز بدأ منذ عام 284م، وهو العام الذى تولى فيه الحاكم الرومانى دقلديانوس الحكم، وبدأ معه عصر الاستشهاد المسيحى حيث قتل فى عهده آلاف المسيحيين الذين رفضوا العودة للوثنية، خاصة فى مدينة الإسكندرية التى قتل فيها 30 ألف شهيد فى يوم واحد وفى الصعيد أيضًا، كذلك فإن العيد هو رأس السنة المصرية القديمة.
وأضاف بديع، لـ"اليوم السابع"، أن دلالة توزيع البلح الأحمر والجوافة فى الكنائس فى هذا العيد، أن اللون الأحمر بالبلح يرمز إلى دماء الشهداء الذين استشهدوا بعد تمسكهم بالعقيدة أمام الإمبراطور الرومانى دقلديانوس، أما اللون الأبيض داخله فرمز لقلب الشهيد النقى، وكذلك الجوافة التى يرمز قلبها الأبيض إلى النقاء والصفاء الداخلى.
ويربط بديع بين عيد النيروز وعيد الأضحى اللذين تزامنًا هذا العام، فعيد الأضحى هو عيد التضحية والفداء وكذلك عيد النيروز هو عيد الشهداء، متمنيًا أن يتوحد المصريون خلف هذا المعنى الإنسانى النبيل.
وعن عيد النيروز يقول الأنبا دانيال رئيس دير الأنبا بولا فى عظة مسجلة له، أن الكنيسة تودع الشهداء وتستقبل السنة الجديدة فى هذا اليوم، فمنذ ميلاد المسيح والدم يملأ الكنيسة، حيث قتل هيرودس فى عام ميلاده الآلاف الأطفال فى بيت لحم"، مضيفا "كنيستنا قامت على الدم، حيث مر عليها 10 أباطرة من الرومان، كل منهم كان يسأل عن فظائع العذاب التى فعلها من سبقه ليزيد عليها وينزل بالمسيحيين الويل والآلام".
وأوضح أن دم الشهداء بذرة الإيمان، فكلما استشهد أحدهم آمنت مدينة كاملة ودخل فى المسيحية الآلاف، وفى هذه الليلة نزف الشهداء ونرفعهم إلى السماء.
وتؤكد المراجع القبطية، أن كلمة "نيروز" لها أصل قبطى من الكلمة "نى – يارؤؤ"، والتى تعنى الأنهار، وذلك لأن فى شهر 9 كان يأتى فيضان النيل الذى كان من ضمن أسباب الحياة لمصر، ولها أيضًا أصل من اللغة الفارسية، وتعنى "اليوم الجديد"، وكان المصريون فى أيام الفراعنة يحتفلون بعيد النيروز، لمدة سبعة أيام متواصلة.