لا يحصل النائب البرلمانى على إجازته الصيفية كى يقضيها فى راحة، وإنما يحصل عليها كى يعود إلى دائرته ليقدم لها كشف حساب عما فعله فى الشهور الماضية منذ انتخابه وحتى آخر يوم فى دورة الانعقاد الأولى التى انتهت الأسبوع الماضى.
جرت العادة أن يسمع الناخبون أجمل الكلام وسحر الوعود من المرشحين أثناء دعايتهم الانتخابية،وسواء نجح المرشح بسبب هذه الوعود أو لأى سبب آخر فإنه فى النهاية أصبح نائبا لدائرة عليه التزامات نحوها ونائبا للشعب المصرى كله وعليه التزامات نحوه، ولذلك فإن محاسبته هى فرض واجب، ولأن «الجواب يظهر من عنوانه» فلا يجب أن ينخدع أحد من أعذار غير منطقية يقدمها النائب لتغطية فشله.
فى كشف الحساب يجب سؤال كل نائب عما قدمه من خدمات لدائرته، وعما نفذه من وعود قطعها على نفسه، ويجب مواجهته بحقيقة أنه أثناء ترشحه يكاد يقوم بتقبيل يد كل ناخب من أجل الحصول على صوته، وبعد نجاحه لا يراه أحد من أبناء الدائرة بادعاء أنه مشغول تحت قبة البرلمان، فى حين أنه لا أحد يسمع له صوتا فى أى مناقشة،ولا توجد له مساهمة مؤثرة فى أى قضية.
فى كشف الحساب يجب مواجهة النائب من أبناء دائرته بدوره الذى لم يسجل فيه اعتراضه على قوانين أدت إلى هذا الغلاء الفاحش وارتفاع الأسعار الجنونى والذى أصبح فوق طاقة عامة المصريين.
يجب مواجهة النائب بسؤاله عن الأسباب التى لا تجعله يستخدم كل الأدوات البرلمانية، كالاستجوابات وطلبات الإحاطة والأسئلة والبيانات العاجلة،يجب مواجهته بأن انتخابه لم يكن يعنى حصوله على تفويض بتأييد الحكومة على طول الخط فالنائب الذى يفعل ذلك بمفهوم أنه سيحصل على أكبر قدر من الخدمات هو نائب فاشل،فالحكومة تخشى من النائب القوى الذى يفهم دوره على حقيقته، كما أن المحاصصة فى الخدمات هو أسلوب عفا عليه الزمن.
بعض النواب يلجأون إلى الكذب بادعاء أنهم هم الذين حصلوا على موافقات بمشروعات خاصة بالدائرة، فى حين أنها فى الأصل من خطط الدولة،وفضح هؤلاء النواب ضرورى حتى يظهروا على حقيقتهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة