هند عبدالستار، فتاة فى أواخر العشرينيات، لم تكن تتصور أن تتحول إلى بطلة فى فيلم من الواقع اسمه «التحرش» الذى استشرى فى المجتمع وتحول إلى ظاهرة سوداء فى حياتنا، خاصة بعد انهيار البلاد والعباد فى أعقاب أحداث 25 يناير 2011 التى تسببت فى تفاقم الظاهرة وتحولها من حالات استثنائية إلى حالات دائمة، وهناك آلاف الفتيات اللاتى يتعرضن يوميا إلى التحرش من قبل مدمنى الكيف الأسود، ولكن أغلبهم لم يتملكوا شجاعة «هند عبدالستار» التى أعتقد أنها قدمت نموذجا للبطولة الفتاة المصرية التى رفضت أن تضع رأسها فى الرمال مثل النعام، ولم تجلس فى بيتها وتكتفى بمصمصة الشفايف، وتخشى من مواجهة عالم الذئاب البشرية، بل على العكس قدمت هند عبدالستار نموذجا من المقاومة الشرسة ضد هؤلاء المتحرشين الذين لا يخشون قانونا دنيويا أو إلهيا.
هند عبدالستار الفتاة التى أصبحت حديث المنتديات وصفحات التواصل الاجتماعى قدمت نموذجا لمواجهة الذئاب البشرية التى تمثلت فى قيام مراهق قذر يعمل سائقا للتوك توك بالتحرش بها أثناء سيرها فى إحدى شوارع حلوان، واعتقد هذا الذئب البشرى أن جريمته القذرة سوف تمر بسلام، حيث اعتاد هذا المراهق أن يرتكب هذه الجريمة بشكل يومى، ولكن لم يكن يعرف هذا الشيطان أنه تحرش بفتاة مقاتلة فى الحق، ولا تترك حقها مهما كلفها ذلك، حيث نجحت فى الوصول إلى هذا المتحرش القذر، وقدمت بلاغا ضده، رافضة أن تستسلم لواقعة التحرش حدثت لها أو تلتزم الصمت خجلاً، لكنها أصرت على ملاحقة المتحرش بها حتى قدمته للعدالة والمحاكمة العاجلة وينتظر السجن 15 عاماً.
أحداث الواقعة كما ترويها هند لعدد من الفضائيات بدأت عندما كانت تسير فى أحد شوارع منطقة حلوان جنوب القاهرة، محل إقامتها، وفوجئت بسائق «توتوك» يتحرش بها ويصفعها بيده على منطقة حساسة بجسدها، وفور أن استدارت نحوه لتلاحقه فر هارباً، لكنها تمكنت من التقاط رقم الـ«توتوك» ومشاهدة ملامح وجهه، وسارعت لقسم شرطة حلوان، لتحرر محضراً بالواقعة.
وتضيف قائلة: «قابلت رئيس مباحث حلوان وائل عرفان الذى استمع لأقوالى، ومن خلال رقم التوتوك تمكن من الوصول لصاحبه، وقام باستدعائه على الفور، حيث حضر لمحل القسم ومعه مستندات ملكيته للتوك توك ورخصته وشقيق الجانى، وعندما علم بالواقعة أرشد عن السائق، وتمكن معاونو القسم من ضبطه وإحضاره ومواجهته بى، حيث أنكر فى البداية، لكنه اعترف فى النهاية، طالباً التصالح وهو ما رفضته».
وقالت هند، إنها اضطرت أن تروى ما حدث لها بالتفصيل دون خجل، وواجهت الشاب المتحرش بها أمام الجميع دون أن يعتريها الخوف، وشرحت كيف لامس منطقة حساسة بجسدها حتى تقدمته للعدالة بضمير مرتاح، وهو ما أدى فى النهاية لإحالته للنيابة التى غيرت التوصيف القانونى للواقعة من تحرش إلى هتك عرض».
وتضيف أنها عندما قررت اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المتحرش بها فعلت ذلك، إيماناً منها بأنها لا يجب أن تترك حقها، وقناعة منها أن الخجل والتكتم على الواقعة هو أمر غير مطلوب فى هذه الواقعة، وأن ما فعلته من اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المتحرش لن ينقص من كرامتها وحيائها كأنثى ولا يقلل من سمعتها وشرفها، بل على العكس رأت أن ما فعلته سيقلل من الظاهرة ويردع المتحرشين وتجعلهم يفكرون أكثر من مرة قبل الإقدام على ارتكاب مثل تلك الجريمة.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود صالح
جذور المشكلة
ليست ثورة يناير هى المسئولة عن ظاهرة التحرش فالظاهرة كانت موجوده ولكن مختبأة كالنار تحت الرماد ولكن سقوط الشرطه وعموم الفوضى هو من اخرجها من عقالها المسئول الخقيقى هو المجتمع بكل مؤسساته الدينية والتعليمية والرقابية وعلى راسها الرقابة على المصنفات الفنية باجازتها لافلام السيكى وامثاله واغانى الميكروباص التى هى فى حد ذاتها تحرش اليس سلوك الانسان اولا واخيرا تربية الان من يربى الاب المشغول لشوشته فى جلب لقمة العيش الصعبة ام المدرسة التى تحولت الى خرابه ام المدرس الذى يركز كل مجهوده وهمه للدروس الخصوصية متى نبحث عن جذور المشاكل اذا اردنا العلاج ونبعد عن تصفية الحسابات مع يناير او يونيو