الرجل يعود لمعهد كارنيجى لإعادة أجواء 25 يناير من جديد وإعداد تقارير تؤجج الشارع المصرى
القناعات الفكرية والأيديولوجية يمكن لها أن تتغير وتتبدل، تأسيسا على زيادة فى المعرفة ونضج فى الأفكار، والقدرة على الفرز، وهو أمر جيد ومقبول فى ظل ما يطلق عليه اصطلاحا المراجعات الفكرية.
لكن من غير المقبول، أن تتبدل القناعات الفكرية والأيديولوجية حسب المصلحة الشخصية، فبينما كنت قياديا وعضوا بارزا فى الحزب الوطنى المنحل، وترى فيه أنه يمثل الذراع السياسية للدولة الوطنية، فجأة تكفر بهذه الأفكار عقب اندلاع 25 يناير، وتشن حربا ضروسا ضد الحزب، وإلصاق اتهامات له بأنه كان وراء انتشار الفساد، وأنه حزب هش قائم على النفعية المقيتة، وتبدأ فى تبنى الأفكار الثورية التحررية.
وعندما ترسو سفينة الثورة على شاطئ جماعة الإخوان الإرهابية، تستعد أيضا للركوب وتبدأ فى تغيير النهج والتدثر بالعباءة الدينية، وتدشين مصطلحات من عينة الاصطفاف والتوافق والتعايش الوطنى، بين كل الجماعات والحركات والأفكار السياسية، وتتحول إلى مستشار سياسى بارع للجماعة الإرهابية، تبرر لها أفكارها وشعاراتها ومخططاتها الرامية لتأسيس الدولة الدينية، المتصادمة بعنف مع الدولة الوطنية.
لذلك فإن عمرو حمزاوى يعد مثالا صارخا للانتهازية السياسية فى أبشع صورها، فالرجل الذى التصق بجمال مبارك، وكان مؤمنا ومتعبدا فى محراب لجنة «مصر والعالم» بالحزب الوطنى، حاول بعد 25 يناير 2011، خلع عباءة الحزب الوطنى وإقامة محرقة خصيصا لحرقها، وحاول باستماتة نفى أنه كان عضوا فى الحزب الوطنى، مستغلا صمت قيادات الحزب حينذاك وخوفهم من نيران الثورة أن تطالهم بشكل أو بآخر، وعندما تحدث الدكتور مصطفى الفقى عن حقيقة عضوية عمرو حمزاوى بالحزب الوطنى، سارع بالاتصال به وكاد أن يتوسل إليه لينفى هذا الأمر، وبالفعل خرج الفقى وقال إنه كان قد أعد دراسة فقط للحزب.
الحقيقة المؤكدة، وبالأدلة الدامغة، أن عمرو حمزاوى انضم للحزب الوطنى رسميا، واستمرت عضويته لمدة عامين كاملين، بل أصبح أمين سر لجنة «مصر والعالم» التى كان يرأسها الدكتور مصطفى الفقى، بناء على اختيار جمال مبارك، ضمن مشروعه بتغيير الدماء فى شرايين الحزب، والتى شهدت حينها انضمام عدد كبير من أساتذة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بقيادة الدكتور على الدين هلال.
عمرو حمزاوى الذى يخرج علينا الآن فى ثوب الثائر، والمبشر للدولة المدنية، والكاره لخوض أى شخص لديه خلفية عسكرية الانتخابات على مقعد الرئاسة كحق قانونى ودستورى له، وافق وبكامل إرادته أن يكون عضوا فى حزب يتهمه الآن بالفساد والإفساد، والتصق بجمال مبارك طمعا فى السلطة والشهرة وحصد المال، ثم أصبح محاميا ومستشارا لجماعة الإخوان الإرهابية.
عمرو حمزاوى قرر الآن العودة لمعهد «كارنيجى»، الوجه القبيح لمخططات الولايات المتحدة الأمريكية فى مختلف دول العالم، وتحديدا فى مصر، ويمثل إخطبوطا خطيرا لإسقاط الدول التى لا ترضخ لإرادة أمريكا، من خلال إعداد أبحاث ومنشورات وعقد الاجتماعات، تقلب الحقائق وتزيفها، لإثارة البلبلة بين الشعوب، خاصة مصر. وكارنيجى لعب الدور الأبرز فى الأحداث التى سبقت 25 يناير 2011، بقيادة عمرو حمزاوى، والآن بدأت الترتيبات من جديد لإعادة نفس الأجواء التى سبقت 25 يناير، لتنفيذ مخططات إسقاط مصر، فإذا كانت مصر قد تجاوزت المخاطر الكارثية لثورة يناير، وتمكنت من تجاوز آثار ثورة التصحيح 30 يونيو، فالآن يرتبون لأجواء ثورية، وكأن الشعب المصرى فئران تجارب للبرادعى وصباحى وحمزاوى وعصام حجى، وغيرهم.
عمرو حمزاوى فى كارنيجى، تأكدوا أن المخطط يتم تنفيذه بدقة فى الخارج ما بين جماعة الإخوان من ناحية، والبرادعى وعصام حجى وعمرو حمزاوى ووائل غنيم من ناحية أخرى، والأيام المقبلة ستكشف بالأدلة التحركات والترتيبات والأهداف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة