فى 9 سبتمبر الماضى، حلت الذكرى الـ125 على وقفة الزعيم الوطنى أحمد عرابى، أمام الخديوى توفيق، فى ميدان عابدين،كان عرابى على رأس أربعة آلاف جندى وضابط خرجوا جميعاً لعرض مطالب الأمة، وكان الحدث أحد المشاهد التاريخية فى نضال الثورة العرابية.
وبالأمس كتبت عن مجموعة كتب تتناول المجلات الساخرة القديمة التى صدرت فى مصر عن دار«مكتبة جزيرة الورد»، ومعظم هذه المجلات من بدايات القرن الماضى،غير أن هناك كتاباً بعنوان «عبد الله النديم –الأعداد الكاملة لمجلة التنكيت والتبكيت» إعداد وتقديم الدكتور عبد المنعم إبراهيم الجميعى، يعود موضوعه إلى عام 1881، وفى ذكرى وقفة عابدين يجدر التوقف أمام هذا الكتاب لأنه يضم أعداد مجلة ظهر عددها الأول يوم الأحد 6 يونيو 1881، أى قبل مواجهة عرابى مع الخديوى توفيق بثلاثة شهور وخمسة أيام،كما أن صاحبها هو خطيب الثورة العرابية الذى لف ودار أرجاء مصر خطيباً للثورة ومبشراً بها، وحين قرر عرابى تسليم نفسه بعد هزيمته فى موقعة التل الكبير يوم 13 سبتمبر 1881،كتب له عريضة الاستسلام، ثم اختفى متنكراً باسم آخر ومظهر غير ما هو معروف به،حتى انكشف أمره بعد عشر سنوات فى قرية الجميزة محافظة الغربية، وتم القبض عليه.
فى سيرة «النديم»، وكما يقول «عبد المنعم الجميعى» يبقى تراثه الصحفى مهماً من حيث إنه كان وسيلة الاتصال بسواد الشعب المصرى فى محاولة منه لتكوين رأى عام، ونجح فى ذلك إلى حد كبير لدرجة أن لقبه البعض بأنه صحفى القرن التاسع عشر بلا منازع، ولقبه البعض الآخر بأنه أذكى ناقد لأوروبا فى مصر.
ولد«النديم»فى الإسكندرية عام 1843 ، ونشأ فى أسرة كادحة،حيث لعب الفقر دوره فى حياته الأولى، واجتمعت العوامل التى جعلته يشعر بآلام شعبه، فوالده كان خبازاً يصنع الخبز ويبيعه، وتربى فى مسكن متواضع فى حارة ضيقة من حوارى الجمرك بالإسكندرية، وأرسله والده إلى كتاب الحى لتعلم مبادئ القراءة والكتابة فبز بين أقرانه، وظهر نبوغه حيث أعانته موهبته على سرعة الفهم والحفظ.
لم يرسله والده إلى الأزهر لضيق الحال، وأرسله إلى الجامع الأنور لقربه من منزله.
وغداً نواصل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة