الشعب البطل بكل مكوناته يقف خلف رئيسهم بكل حب ونبل
يغادر الرئيس عبد الفتاح السيسى أرض الوطن إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليلقى كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يذهب إلى هناك وسط عواصف غربية ومخططات إمبريالية وإخوانية تحاول النيل من الوطن ورمزة.
فى نفس الوقت يتسرب حلف 30 يونيو من بين أصابع الوطن، ولا يخفى على أحد أن قطاعا كبيرا من المواطنين المصريين الأقباط يشعرون بالغبن من بعض أجهزة الدولة، خاصة بعد أحداث المنيا ما بين ما حدث فى قرية الكرم بأبو قرقاص وما دار فى قرية اللوفى فى سمالوط إلخ، الأقباط يحترمون السيسى ويجلونه.. ولكن كما يقول المثل الصعيدى «الصراخ على قد الوجع والعتاب على قدر الحب»، لقد خرج المواطنون المصريون الأقباط خلف السيسى قائدا وحررا الوطن من براثن الاستعمار الاستيطانى الإخوانى، خرجوا أمام الاتحادية، وخرجوا فى الثالث من يونيو، وفوضوه لمكافحة الإرهاب فى 26 يوليو، وتحملوا ما لم يتحمله بشر فى حرق الإخوان ونهب كنائسهم وممتلكاتهم بعد فض الاعتصامات الإرهابية، وتحملوا شأنهم شأن كل المصريين الغلاء والبطالة والإرهاب.
بالطبع توقعوا المساواة وتطبيق العدالة الانتقالية على كل ما يطالبون به منذ أكثر من قرن من الزمان، لكن الرياح أتت بما لا تشتهى سفن الأقباط، وحدث ما حدث ولم تتواكب توقعاتهم مع تضحياتهم، ورغم كل ذلك عضوا على جروحهم التى لم تندمل، وقرروا تأجيل كل مطالبهم من أجل نجاح رمز مصر ورئيسها المحرر السيسى فى مهمته الخارجية، وأصدرت تنسيقية المواطنة للمنظمات القبطية البيان الآتى:
«تؤكد تنسيقية المواطنة دعمها للرئيس عبد الفتاح السيسى فى زيارته للولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة فى افتتاح الدورة الـ 70 لأعمال الجمعية العمومية بالأمم المتحدة بـنيويورك، فى سياق دعمها للوطن. وتقف مع كل المصريين صفاً واحداً فى مواجهة الأخطار التى تتهدد الوطن، كياناً وشعباً ورئيساً، فى هذه اللحظات الفاصلة التى تستهدف تفكيك وحدته، فى الداخل والخارج، وترفض محاولات القوى المناوئة لثورة 30 يونيو، للنيل من كرامة مصر وجهود الرئيس فى تأكيد دور مصر الدولى. وفى مثل هذه المواقف التاريخية التى نواجه فيها المخاطر نحيل خلافاتنا البينية إلى مائدة الحوار الداخلى على أرضية المواطنة، لأننا قد نختلف مع الرئيس ولكننا لا نختلف عليه، لأنه رمز لنا جميعا. وتدعو المصريين الوطنيين بالخارج إلى دعم الرئيس فى مهمته الوطنية، انطلاقا من كونه يمثل وطناً بحجم وقيمة مصر يستحق ويتوجب أن نلتف حوله»
هكذا عبرت التنسيقية عن أصالة المواطنين المصريين الأقباط فى مقابل نبل السيسى الذى تحمل أيضا ما لم يتحمله ملم أو رئيس أو حاكم قبله لمصر، استلم هذا البلد بعد أن نخره سوس فساد المماليك «المباركية»، وسادة جهل الظلاميين ممن ينتمون إلى عصور الظلام، وتم تديين كل شىء وبث ثقافة الكراهية من ذلك القطاع السلفى المتخلف، ولم يعد العدو هو إسرائيل بل المكون المسيحى المصرى، تحمل السيسى اقتصادا منهارا، وأخونة الدولة طالت قطاعات حساسة من الدولة، والأعداء يحيطون بحدود الوطن من كل اتجاه، ولكن الرجل حمل الأمانة بصبر ونبل وفروسية، أذكر أن العام الأول من حكم الرئيس لم يخلو جدار من «سفالات الإخوان»، وضحى السيسى براحته وأمنه وأمن عائلته فى صبر وسكينة، واجه الإرهاب بكل قوة، ولم يتهاون أو يشْكُ، تحمل كل ذلك دون كلل أو ملل.
هكذا تكتمل الصورة، المواطنون المصريون جميعا تحملوا مع رئيسهم كل تلك الأزمات، ولكن المواطنين المصريين الأقباط تحملوها مرتين، مرة مع كل أشقائهم فى الوطن ومرة أخرى منفردين بسبب «دينهم» وحدث ما حدث مع كنائسهم وممتلكاتهم وأرواحهم بل وشرف نسائهم كما حدث فى الكرم ورغم ذلك قررت الكنيسة أن تقف خلف الرئيس وترسل أساقفتها للصلاة من أجله واستقباله فى نيويورك، وأصدرت تنسيقية المواطنة للمنظمات القبطية البيان السالف ذكره، وتوقفت عجلة الخلافات لأن الرمز يمكن الاختلاف معه ولكن لا يمكن الاختلاف عليه، ذلك هو الشعب البطل بكل مكوناته يقف خلف رئيسهم بكل حب ونبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة