كرم جبر

بلطجى وناشط وإخوانى !

الجمعة، 16 سبتمبر 2016 05:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عادت البلطجة من جديد، وأمسك ثلاثة شبان من إحدى قرى كفر الشيخ، بصبى عمره 18 عاما وأوسعوه ضربا، حتى يعترف بسرقة توكتوك، وحلقوا شعره وربطوه بالحبال، وطافوا به شوارع القرية وصوروه فيديو، وبثوا تفاصيل المحاكمة الهمجية عى الانترنت، وإذا لم تضرب الدولة هؤلاء المجرمين بيد من حديد، فنحن على أبواب العودة لنفس الجرائم المشينة التى انتشرت بعد 25 يناير، عندما تحول الأمن إلى لعبة فى أيدى العصابات والفتوات والبلطجية وقطاع الطرق.
 
للأسف الشديد هذا المجتمع مهيئ للفوضى، وفى قاع القرى والأرياف والمناطق المجهولة، وطن آخر غير الوطن الذى نعرفه ونعيش فيه، وأخطر تهديد هو انتشار جنرلات التدين الشكلى، الذين يقومون بدور الدولة فى تحقيق العدالة، عدالة الشوارع وليست عدالة القانون، ولا ننسى حوادث يندى لها الجبين، وقيام أهالى بعض القرى بالقبض على مشتبه فيهم، وتعذيبهم وقتلهم وأحيانا تعليق جثثهم على الأشجار وفى إحدى القرى طاردوا شابا بالطوب والحجارة، حتى قفز فى ترعة، ومات غرقا ورجما وخوفا وذعرا، واتضح فيما بعد انه مريض نفسى، وكان يلهو بباب سيارة، فظن البعض انه يسرقها، وسارت وراءهم القرية كلها فى سباق القتل.. غوغائية وهمجية وفوضى، اودت بحياة شاب مريض.
 
تنفسنا الصعداء بالعودة التدريجية للأمن والهدوء، ولكن الاستقرار لم يتحقق بالصورة المنشودة، ومازال البعض يحلم بأجواء 25 يناير، وإعادة الفوضى التى سادت فى السنة السوداء لحكم الإخوان، ولا فرق فى ذلك بين ناشط يستخدم أسلحة التخريض والتهييج والشائعات الكاذبة، ولا اخوانى كامن يعبث فى الخفاء، ولا بلطجية وفتوات ينفذون قوانينهم الهمجية، فهؤلاء جميعا هم الحصاد المر لـ25 يناير، ولن تتعافى البلاد إلا إذا تخلصت من بقاياهم.
 
أيام لا يجب أبدا ان تعود بوقائعها وأحداثها، وان يدرك الجميع ان قبضة الامن العادلة لصالحهم وليست ضدهم، وان تتخلص الشرطة تماما من بعض التجاوزات، التى تعبئ الناس بالغضب والكراهية، فالشرطة والمواطنين دفعوا الثمن، وعاشوا تجربة الامن الفوضوى، وسيطرة مجرمين وسوابق، يصدرون احكامهم ويسحلون ويقتلون، ويربطون الجثث بالحبال فى الموتسيكلات، ويطوفون بها شوارع القرى، والناس يهللون ويكبرون ويصورون باستمتاع مشاهد الرعب بالموبايل.
 
إعادة بناء الشرطة بعد 25 يناير، تشبه إلى حد كبير اعادة بناء القوات المسلحة بعد هزيمة 5 يونيو، وكما تحررت مصر من دنس الاحتلال، يجب ان تنتصر على الفوضى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة