عبير الغندور

رحلة هيلارى كلينتون إلى غرفة الإنعاش

الجمعة، 16 سبتمبر 2016 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خمسون يوما تقريباً هى كل ما تبقى على موعد إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية بين المرشحين هيلارى كلينتون من الحزب الديمقراطى ودونالد ترامب من الحزب الجمهورى. كانت المؤشرات وكما توقع كثيرون تشير إلى تقدم كلينتون على منافسها الوحيد فى نتائج تجارب التمهيد للانتخابات الفاصلة فى نوفمبر القادم وصعود هيلارى بسرعة الصاروخ، لكن سرعان ما فقد هذا الصاروخ توازنه وتهاوى فى الاتجاه العكسى معلنا بذلك احتمال فشل الحزب الديمقراطى بالكامل إلى استكمال الطريق نحو البيت الأبيض.
 
وكما شهدنا فى الشهور الماضية نكتشف يوما بعد يوم معلومات تؤكد تدليس هيلارى وكذبها، فهى مصابة بالشلل الرعاش ولأول مره تظهر الأعراض عليها اثناء الاحتفال بذكرى هجمات الحادى عشر من سبتمبر الحالى، حيث ادعت هى وطبيبتها ان ما حدث لها اثناء الاحتفال مجرد اعراض التهاب الرئة اصابتها قبل تسعة أيام، لكن أعراض الشلل الرعاش من تصلب الجسد وعدم الاتزان قد فضحت أمرها ليغير بذلك معلومات خاطئة قدمتها هيلارى البالغة ٦٨ عاما فى السابق وجاءت فى التقرير الطبى لحالتها الصحية وهو يشير إلى تعرضها فى السابق للإصابة بجلطة فى القدم مرتين ونقص فى الغدد وآخرها ارتجاج فى المخ نتيجة لاصطدام رأسها عندما سقطت من سلم الطائرة عام ٢٠١١.
 
لحظات قاسية مرت على مرشحة الحزب الديمقراطى فتحت جميع الملفات القديمة، لحظات من الشلل وبطء الحركة أصابت الحزب الأمريكى الديمقراطى بأكمله فى ساعات حرجة وتغير مساره إلى غرفة الانعاش قبل عقد اول مناظرة حاسمة بين المرشحين يوم ٢٦ سبتمبر الحالى فى نيويورك.
 
كان ترامب قد التزم الصمت بنصيحة من مستشاره بخصوص واقعة الانتكاسة الصحية التى أصابت منافسته امام كاميرات الإعلام الأمريكى لأنه يعلم أنها كارثة حقيقية قد يكون ليس لها علاج غير أن يضحى الحزب الديمقراطى بالمرشحة نفسها !، فقد عقدوا اجتماعا عاجلا وتحدثوا عن البديل فى حال عدم تعافى مرشحتهم التى عقدوا عليها الامال وهو امر فى غاية الصعوبة لأنه سيقسم الحزب لا محال، فيما بدأت "آلاف بى اى" النبش فى أوراق قضية ٣٣ الف رسالة الكترونية تخلصت منها هيلارى لتضليل الرأى العام، اما "آلاف بى اى" فهى الجهة الوحيدة التى اذا وجهت اتهام الخيانة لهيلارى فسنعلم أن أمرها قد انتهى لمجرد الاتهام، توالت ايضا تقدم بعض الجنرالات بإدلائهم للشهادة فى احداث الهجوم على السفارة الأمريكية ببنغازى سنة ٢٠١٢ وتخص المرشحة، وظهور اختراقات لايميلات شخصيات سياسية مقربة منها. بدا الجميع يُشهر سيوفه فى وجه المرشحة ليس لأنها مريضة بل لأنها كاذبة.
 
تراقب هيلارى وزوجها كل ما يدور الآن من أحاديث الرأى العام والإعلام من داخل غرفتها لكنها تصر على الاستمرار فى الخداع حتى انها تصر على ان الالتهاب بكتيرى فقط ولا يستدعى التوجه للمستشفى لتلقى العلاج على الأقل بعض المحاليل والتنفس الاصطناعى وهو ما يتم عادة فى حالات التهاب الرئة مصاحب للجفاف والسعال واكتفت بتعاطى المضاد الحيوى كما أعلنت حملتها على صفحتهم الرسمية، فهى تعلم انها كارثة تحطم امالها المنشودة طوال أعوام طويلة وتأثر على حملتها لكن الكذب والخباثة وعدم الوضوح أصبحا جزءا من شخصيتها.
 
الطاقة التى اكتسبتها حملة ترامب من أسوأ مرحلة يمر بها الحزب الديمقراطى أظهرت فى اليومين الماضيين مزيد من الارتياح والتفاؤل فأعلن عن عزمه الكشف عن سجله الطبى بتفاصيل دقيقة.
 
استضافة هيلارى عبر الهاتف لمرة واحدة بعد الواقعة فى احد البرامج الحوارية الشهيرة على قناة سى ان ان لم يضع حداً للمخاوف بشان حالتها الصحية ووضع الحملة فى مواجهة مرمى نيران الانتقاد الحاد وخصوصا بعد إلغاء المرشحة لرحلة ضمن حملتها الانتخابية إلى كاليفورنيا !! حتى وان عادت لاستكمال نشاطها فلن تزول مخاوف حزبها والتفكير إما تحضير البديل أو النائب، أو فوز الجمهوريين دون عناء.. وإن كان سؤال "لماذا يجب على الأمريكيين أن ينتخبوا ويُفاضلوا بين ما هو سيئ أو أسوأ؟" مازال يخطر على الأذهان. 
 
لم يعد هناك ما يسمى بالخصوصية فى حرب معلنة يتصارع اطرافها على المُلا داخل الولايات المتحدة الأمريكية وفى ظل الاختراقات الالكترونية والتجسس المستمر من قِبل دول معادية لأمريكا قد تتغير خارطة السياسة نظرا للرعب الحاصل من هذه الاختراقات فى فضح ما يدور داخل الغرف المغلقة وبعيداً عن أعين العموم. فقد ظنت هيلارى أنها فى مأمن عندما تحدثت مع عناصر الإخوان فى مصر عن طريق الإيميل والآن هى مسئولة أمام الرأى العام لتفسير ما جاء فى محتوى هذه الأحاديث التى نجم عنها سلسلة من الأكاذيب فقدت خلالها الثقة لكل ما تقوله ونتج عنها إعادة النظر للرأى العام وخاصة مؤيديها من خلال استفتاءات للرأى تطرحها وسائل الإعلام المرئية والمسموعة على الشعب الأمريكى من جديد.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة