يستكمل الكاتب السعودى، جميل فارسى، مقاله الرائع فى رسالته للشباب المصرى والعربى، الذى تاهت منه الحقائق عن مصر ودورها فيقول:
إن صغر سنك يا بنى قد حماك، من أن تذوق طعم المرارة الذى حملته لنا هزيمة 67، ولكن دعنى أؤكد لك أنها كانت من أقسى ما يمكن أن تتصور، ولكن هل تعلم عن الإرادة الحديدية التى كانت عند مصر يومها؟
أعادت بناء جيشها، فحولته من رماد إلى مارد. وفى ستة سنوات وبضعة أشهر فقط، نقلت ذلك الجيش المنكسر إلى أسود تصيح الله أكبر، وتقتحم أكبر موانع عرفها التاريخ. مليون جندى لم يثنِ عزيمتهم تفوق سلاح العدو ومدده ومن خلفه.
شعبها شديد التحمل والصبر أمام المكاره والشدائد الفردية، لكنه كم انتفض ضد الاستعمار والاستغلال والأذى العام.
مصر تمرض ولكنها لا تموت، إن اعتلت اعتل العالم العربى، وإن صحت صحوا، ولا أدل على ذلك من مأساة العراق والكويت، فقد تكررت مرتين فى العصر الحديث، فى إحداها وئدت المأساة فى مهدها بتهديد حازم من مصر لمن كان يفكر فى الاعتداء على الكويت، ذلك عندما كانت مصر فى أوج صحتها. أما فى المرة الأخرى فهل تعلم كم تكلف العالم العربى برعونة صدام حسين فى استيلائه على الكويت؟. هل تعلم إن مقادير العالم العربى رهنت لعقود بسبب رعونته وعدم قدرة العالم العربى على أن يحل المشكلة بنفسه.
إن لمصر قدرة غريبة على بعث روح الحياة والإرادة فى نفوس من يقدم إليها. انظر إلى البطل صلاح الدين بمصر حقق نصره العظيم.
لله درك يا مصر الإسلام لله درك يا مصر العروبة.
إن ما تشاهدونه من حال العالم العربى اليوم هو ما لم نتمنه لكم. وإن كان هو قدرنا، فإنه أقل من مقدارنا وأقل من مقدراتنا.
أيها الشباب أعيدوا تقييم مصر. ثم أعيدوا بث الإرادة فى أنفسكم، فالحياة أعظم من أن تنقضى بلا إرادة. أعيدوا لمصر قوتها تنقذوا مستقبلكم.
كل تحية وتقدير لكاتبنا السعودى المحترم جميل فارسى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة