أسوأ ما فى مباراة الزمالك والوداد المغربى هما مذيع الاستوديو التحليلى لخضر بريش والمعلق حفيظ الدراجى، غلّ وحقد وكراهية وموت من الغيظ كلما سجل الزمالك هدفا، وقبل المباراة صال الاثنان وجالا فى وصف قوة الفريق المغربى، وضعف وهشاشة الزمالك، بطريقة ليس فيها مهنية ولا تحليل رياضى، وإنما تسييس وعبث وتهريج.
لخضر بليش هو أول مذيع فى العالم يقوم الأمن الإسبانى بطرده من الملعب، فى مباراة ريال مدريد وبرشلونة خوفا من اعتداء الجماهير عليه، وتقدم الريال بشكوى ضده يتهمه بالانحياز الفاضح لصالح برشلونة، وأوقفته الجزيرة عن العمل فترة قصيرة، ثم سحبته من مدريد إلى الدوحة، ومارس كل صنوف الغل فى مباراة الزمالك والوداد، لم يكن محللا بلا منتقما، وكأن بينه وبين الزمالك ثأرا قديما.
الثنائى الدراجى وبليش أصرّا على أن الوداد هو الأكثر سيطرة وفاعلية، وأن فرصه الضائعة هى الأخطر، رغم أن الزمالك كان يمكن أن يضاعف النتيجة، وتعمد الدراجى أن ينطق أسماء نجوم الزمالك خطأ، فأيمن حفنى هو أحمد حفنى، ومصطفى فتحى هو مصطفى فهمى، ونال شيكابالا هجوما مستمرا، وأن هدفه العالمى جاء من خطأ، دون أن يدركا أن الأهداف تأتى أيضا من الأخطاء، وكأنهما يعلقان على مباراة أخرى غير التى تنقلها قناتهما.
الدراجى كان صوته يعلو لدرجة الصراخ، على أى هجمة للوداد "أوبا" "أوبا"، ويصاب بالسكتة لهجمات الزمالك الخطيرة، وعندما كانت النتيجة 2 - صفر كان يؤكد أن فى استطاعة الوداد أن يسجل هدفين، وعندما وصلت إلى 4 وباقى من الزمن 5 دقائق كرر القول بإمكانية تسجيل الوداد لهدف وهدفين وحسم مباراة العودة، وكان مغيبا تماما عن دفاع الزمالك الحديدى، الذى أفسد كل الهجمات بعزيمة وإصرار، وأصرّا على أن ضربة الجزاء غير صحيحة، وأن مصطفى فتحى يستحق الطرد، واصفر وجه لخضر عندما قال له الضيف هيثم فاروق انظر للقطة الخلفية وحارس الوداد يضرب قدم مصطفى فتحى، وضربة الجزاء صحيحة 100%.
حتى فى الرياضة وكرة القدم تصرّ قناة الجزيرة على أن تجعل المصريين يكرهونها، لأنها منحازة ومسيئة وتفتقد أبسط قواعد المهنية، وتثير الفتن والأحقاد بين الشعوب العربية، فالرياضة فائز ومهزوم، وابتسامة المهزوم تنسى الفائز حلاوة النصر، لكنها الجزيرة.. ولله فى خلقه شؤون.