أحمد إبراهيم الشريف

حكايات الفرحة الناقصة فى العيد

الأحد، 18 سبتمبر 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انقضت أيام عيد الأضحى المبارك أعادها الله على الجميع بالخير واليمن والبركات، ورغم قدرة المجتمع المصرى على صناعة الفرحة لكن هذا العام لم يكن الأمر كما ينبغى تماما، وذلك ما لاحظه الجميع، وفى رأينا أن ذلك يعود لعدة أسباب منها:
حادث قطار العياط الذى حدث قبل أيام قليلة من العيد، الذى أثار الشجون القديمة لكل حوادث القطارات التى مرت على الشعب المصرى.
 
الضريبة المضافة، فقد كان الحديث عن هذه الضريبة هو أكثر الموضوعات التى تم تناولها فى هذه الأيام، فالناس كانوا مشغولين بما ستفعله تلك الضريبة فى حياتهم، خاصة أن بعض الشركات بدأت تطبيقه خلال أيام العيد كما حدث مع كروت شحن التليفونات، مما صنع قدرا كبرا من التوجس والخوف خاصة أن معظم المواطنين لا يعرفون أى السلع تخضع لهذه الضريبة وأيها لا تخضع، والتجار الجشعون يستغلون عدم المعرفة فى صنع مزيد من الخوف لدى الناس.
 
ارتفاع الأسعار، حتى من قبل القيمة المضافة كان الناس يعانون من ارتفاع أسعار اللحوم مما ترك أثره الكبير على كثير من الأسر متوسطة الحال والفقيرة التى كانت ملزمة بصناعة الاحتفال داخل بيوتها رغم ضيق الحال.
 
البطالة، فى الصعيد كثير من الشباب يجلسون بلا عمل بعد أن ضاقت بهم السبل وأصبح الطريق إلى البلاد العربية مثل ليبيا ممتلئا بالخطر والمشكلات، هذه البطالة صنعت نوعا من الغضب المكتوم داخل النفس، وكسر الإحساس بالفرحة، خاصة أنه من غير الواضح وجود انفراجة لهذه الأزمة.
 
الحزن، الذى تسبب فيه الغياب فكثير ممن استطاعوا أن يجدوا فرصة عمل فى أماكن بعيدة لم يستطيعوا العودة لقضاء أيام قليلة مع ذويهم وظل أبناؤهم ينقصهم الكثير ولم تتزين زوجاتهم لأن لا أحد يأتى، والأمهات جلسن بجانب الباب ربما يغير القدر موقفه ويعود الغائب.
 
عدم الخروج من البيت، فكثير من المصريين لا يعرفون أين يذهبون فى العيد، مثلا لو نظرنا للمناطق الأثرية، لعرفنا أن الأهرامات والقلعة هما المكانان الوحيدان اللذان يعرفهما المصريون، فى كل يوم يذهب قرابة 15 ألف مصرى لمنطقة الهرم بينما يذهب قرابة 8 آلاف لمنطقة قلعة صلاح الدين، وهى أرقام قليلة، كما أن مكانا مهما مثل المتحف المصرى كان يعانى من قلة الإقبال طوال أيام العيد لأن ليس فى ثقافة المصريين الذهاب فى الأعياد للمتاحف والفنون، وبالتأكيد هناك أماكن أثرية كثيرة مفتوحة لكن لا أحد يعرفها.
 
نتمنى فى العام القادم أن تكون الأيام أجمل وأفضل وأن تعرف الفرحة الحقيقية طريقها للقلوب المثقلة بالحزن. 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة