قالت صحيفة الإندبدنت إن أحد شهود العيان المدنيين قال فى التحقيق الذى اتهم 4 جنود بريطانيين بإغراق صبى عراقى فى البصرة عام 2003 أن الضحية، أحمد جبار، حاول بالإشارة أن يشرح للجنود أنه لا يعرف السباحة، ولكنهم أجبروه على خوض قناة متسخة بالرغم من ذلك.
وحوكم الجنود الأربعة فى محكمة بريطانية وتمت تبرئتهم فى 2006، واعترفوا بإلقاء المتهمين بأعمال النهب آنذاك فى الأنهار وتكبيلهم ووضع أكياس من الرمال على رؤوسهم واقتيادهم لخارج المدينة بأميال حتى يعودوا سيرًا على الأقدام لبيوتهم كطريقة لإهانتهم وردع أعمال النهب التى كانت خارجة عن السيطرة بعد غزو البصرة.
ونقلت الإندبندنت، أمس السبت، عن الشاهد عياد سالم حنون أنه اعتقل مع أحمد، 15 عاما، واثنين آخرين بالقرب من مستشفى البصرة العام فى مايو 2003.
وقال عياد، وهو عامل فى مصنع، أنه كان متواجدا فى وسط المدينة بغرض النهب، زاعمًا أنه ألقى القبض عليه قبل أن يسرق شيئًا، وإن أن الجنود ضربوهم وركلوهم داخل مدرعة حتى وصلوا للقناة تحت جسر الزبير وأمروهم بخوض المياه، فقام اثنان بالسباحة للجانب الآخر.
وأضاف عياد فى شهادته: "بما أن أحمد لم يعرف السباحة وأنا لم أكن سباح ماهر، توسلنا للجنود حتى لا نخوض المياه ولكنهم لم يسمعونا ودفعونا إلى الماء تحت تهديد السلاح... وفى محاولة لإنقاذ نفسى، جاهدت وركلت (المياه) لأرفع نفسى، أما أحمد، فكان يحاول الغطس والطلوع".
وتابع الشاهد أن أحد الجنود خالع ملابسه لينقذ أحمد ولكنه أتلقى أمر بالرجوع، ولم يطلع أحمد من المياه ووجد أبوه جثته بعدها بيومين، بحسب الصحيفة البريطانية.
وقالت الصحيفة إن المحكمة التى برأت الجنود عام 2006 قررت أن شهادة عياد لا يعتد بها، ولكن القاضى نيومان السير جورج الذى أشرف على التحقيق الجديد قال: "ما كان يجب اعتقاله (أحمد) واحتجازه فى مدرعة مسلحة، وما كان يجب نقله فى المدرعة للقناة، وما كان يجب أن يرغم على الخوض فى القناة ويترك وحده ليتخبط ويغرق"، مضيفًا أنه تم معاملة أحمد بخشونة وتم الاعتداء عليه وإنه "مثل العديد من العراقيين" لم يعرف السباحة ولم يتدخل الجنود لإنقاذه.
ويرأس السير جورج لجنة "تحقيقات وفيات العراق"، التى تحقق فى وفيات المدنيين العراقيين التى تنسب إلى الدور البريطانى فى البلاد.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية: "إننا نأسف للغاية لهذا الحادث الخطير.. نحن ملتزمون بالتحقيق فى مزاعم بارتكاب مخالفات من قبل القوات البريطانية وسوف نلجأ لاستنتاجات السير جورج لنتعلم دروسًا لضمان أن شيئا كهذا لا يحدث مرة أخرى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة