هنا بكين، عاصمة الصين الشعبية، الكلمة التى غزت العالم مسبوقة بـ"صنع فى"، لا وقت للهو أو لعب، الحياة تبدأ بضغطة زر، لا مكان للأخطاء البشرية الشائعة، التكنولوجيا تهيمن والعلم يغزو القمر.
سندويتشات لحم الحمير
عبر برنامج we chatالأخضر، تفتح أبواب وتغلق أخرى، تقف حافلات، وتدفع فواتير، وتؤجر دراجات وتطلب أطعمة، وتجرى ملايين المكالمات اليومية بالفيديو والصوت والصورة.
أمريكا هناك تبرمج أنظمة، تحكم العالم بالفيس بوك والواتس آب ومحرك البحث جوجل، تغلقهم الصين، لتخلق لنفسها برامج جديدة تخرج من بين أصابع مصمميها ذوى العيون الضيقة والابتسامات الثابتة والشعور الناعمة، الـwe chat أحد أهم البرامج ذائعة الصيت فى الصين، يمكنك أن تستخدمه بديلًا عن حافظة نقودك.
فى التطبيق الالكترونى الذى احتل هواتف الصينيين وبدأ رويدًا ينتشر فى العالم، تستطيع أن تدفع الفواتير وتطلع على رصيد حسابك البنكى، تأجير السيارات والدراجات والشاحنات من ضمن الخيارات أيضًا، من خلال استخدام بصمة الباركود تتم ملايين العمليات الحسابية والبنكية بسرعة ودقة.
طبق من لحم الحمير
وعبر التطبيق، يمكنك أن تهرب من غلق الفيس بوك إلى برنامج رحب يجرى مكالمات الصوت والفيديو مجانا ولا يفوته أن يعتنى بالمحادثات المكتوبة على طريقة الواتس آب، كما يمكنك أيضًا أن تضع صورك ولحظاتك المميزة عليه بنفس طريقة فيس بوك.
فى شوارع بكين المشجرة، وتحديدًا فى الحى الدبلوماسى المزدحم بالسفارات يقف الحراس المسلحون كتماثيل الشمع البشرية، ترمش عيونهم ولا تغمض جفونهم ولا تبين لهم حركة لا يمين ولا يسار، الخطأ غير وارد ومهمة الحراسة إجبارية، والتوك توك يعمل أيضًا، سيارة مكهربة تشحن بكهرباء الشارع تؤجر بالاتفاق مع السائق أو السائقة، تكفى راكبين ومظللة بشمسية بلاستيكية تقيك حرارة آسيا الحارقة.
شرطة الصين فى شوارع بكين
قبل أن ترى علمها مدججًا بالنجوم، ستتعرف على سفارة الولايات المتحدة الأمريكية دون مجهود من خلال الخدمات الأمنية المكثفة التى تقف أمامها، والساتر الترابى الذى يخفى سلاحًا خلفه، والسيارة المصفحة التى لا تتحرك إلا لتغير ورديتها، وكذا الحراس المدربون بدقة، يمنعون التصوير أو الاقتراب بأمر القانون.
قوات مكافحة الشغب، لا تختلف كثيرا عما تراه فى القاهرة شكلًا وإن اختلفت فى الأداء، سيارات ميكروباص بشبابيك حديدية مضادة للرصاص وجنود مدججون بالسلاح يأتونك فى دقائق إن طلبت أرقام شرطة النجدة المجانية، يتدخلون فى سرعة واحترافية لفض أى مشاجرة تقع هنا أو هناك.
المنطقة الدبلوماسية بالعاصمة بكين
أما محال الطعام، يصعب عليك تمييزها إن لم تكن تجيد اللغة الصينية المعقدة، ولكنك ببساطة ستلحظ زحامًا أمام محل صغير يحتل ناصية من نواصى بكين، تعرف من خلال أحد المقبلين عليه، أنه مطعم لبيع لحوم الحمير المتبلة الشهية فى ساندوتشات ويحظى بشهرة عالية.
فى البنك، إن أردت تغيير العملة، يستغرق منك الأمر ما يزيد عن الساعة، تقف الموظفة العشرينية عاجزة عن فهم كيف يكون للمرء اسمًا يزيد عن كلمتين كما هو الحال فى الصين، تستدعى مديرها الذى يمرر الاسم على جهاز كمبيوتر ليكتشف أن الأمر طبيعى، ثم توقع على عدة أوراق لتبدأ بعدها صرف النقود، إلا أن دقة الموظفة واضطرارها لعد ما يعادل المائة دولار عشر مرات سيرهقك كثيرًا، ولكنها لن تمنحك شيئًا فى يدك إلا لو تيقنت من دقة المبلغ وأخلت مسئوليتها عنه، وتحسست بأصابعها الرقيقة ملمس العملة خوفًا من التزوير.
شوارع بكين
على باب البنك، سيفتح لك بائع متجول شنطة حديدية، رص داخلها صفان من الساعات المقلدة، ومن خلال إنجليزية بلهجة صينية، يحاول أن يقنعك بالشراء وحين يفشل يطلب منك أن تمنحه شربة ماء من زجاجة فى يدك، حيث تجبر على الشراء فالصنابير المنزلية لا تخرج ماء للشرب.
بعدها، تقابل صفوفا متراصة من الدراجات الحديثة، يؤجرها المارة عبر شاشة المحمول من خلال تطبيق مرتبط بشاشة إلكترونية صغيرة فى موقف الدراجات، الحياة تسير بالأزرار ولا مهرب منها إلا إليها.
بنك الصين
مارة فى نهار العاصمة الصينية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة