أكرم القصاص - علا الشافعي

ذات يوم.. السادات يجتمع بالطلاب الناصريين فى جامعة عين شمس و«الجمال» يهاجمه

الثلاثاء، 20 سبتمبر 2016 10:00 ص
ذات يوم.. السادات يجتمع بالطلاب الناصريين فى جامعة عين شمس و«الجمال» يهاجمه الجمال
كتب : سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أبدى الرئيس السادات رغبته للكاتب الصحفى محمد حسنين فى لقاء مجموعة الطلاب الناصريين بجامعة عين شمس، فاستدعى «هيكل»، وكان رئيسا لتحرير الأهرام، أحمد الجمال ممثل الدراسات العليا باتحاد طلاب الجامعة والمسؤول عن التبادل والتزويد بمكتبة مركز بحوث الشرق الأوسط بالجامعة ومسؤول الفكر فى الحركة الناصرية بالجامعة والعضو القيادى فى تنظيم طليعة الاشتراكيين الذى حله السادات.
 
كانت العلاقة بين «هيكل» و«الجمال» وثيقة، ويتذكر الجمال تفاصيل الحدث كله فى شهادة خاصة لـ«ذات يوم»، مشيرا إلى أن «هيكل» أبلغه برغبة السادات، منبها وهو يضحك: «السادات بيعتبركم أحقر مجموعة سياسية فى مصر»، ويقول عنكم: «الولاد دول بيقبضوا بالليبى يا محمد». 
 
كانت حكاية ليبيا مرتبطة بلقاء تم فى «شيراتون الجيزة» بين أبوبكر يونس وزير الدفاع الليبى وثلاثة من القيادات الناصرية بجامعة عين شمس وهم، محمد سامى، ومحيى السعيد، وأحمد الجمال، وكان يونس فى القاهرة لحضور مؤتمر وزراء الدفاع العرب، وكانت هناك علاقة ود معه تعود إلى 1971، عندما حضر لقاء ناصر الفكرى نيابة عن القذافى، وفى لقاء «شيراتون» انهال الثلاثة نقدا وهجوما ضاريا على السادات ومواقفه التى تصفى ثورة يوليو، وانتقدوا قيادة الثورة الليبية التى وطدت علاقتها معه ودون علم الثلاثة، اتصل يونس بالسادات ليلا وأصر على مقابلته وكرر بإخلاص شديد ما سمعه من الثلاثة، وهدد بقطع العلاقات ما لم يكف السادات عن تصفية يوليو، وعن إغضاب شباب الثورة فى عين شمس.
 
يواصل الجمال: «أبلغت زملائى ومنهم رئيس اتحاد طلاب الجامعة المرحوم نبيل صفار، واصطحب الدكتور كمال أبوالمجد، الطلاب للقاء فى مثل هذا اليوم «20 سبتمبر 1973»، باستراحة برج العرب، وتم اللقاء فى قاعة متواضعة، وكان السادات مرتديا بدلة صيفية «بوشيرت»، متأبطا عصاه البنية، وسلم على الجميع وجلس على طاولة المنصة، وبدأ كلامه هجوميا ولمدة نصف ساعة، وكأن ذلك مفتتحا لحوار من العاشرة صباحا إلى الرابعة مساء.
 
قال السادات: أنا طلبت أشوفكم علشان أنتم أولادى، بس أنتم بتقولوا إنكم ناصريين، هو مين فى مصر مش ناصرى، أنا أعرف جمال وإحنا سننا 19 سنة وشلت ولاده على أكتافى دول، هدى وخالد، ثم خبط بشدة على كتفه، شلتهم وشخوا على كتافى، وبعدين بتهتفوا ضدى، وكمان نزلتم صورتى من على الحيطة وكسرتوها ودستم عليها بالجزم، ليه؟ هو أنا الملك فاروق، أنا قاعد هنا فى الصحراء «استراحة برج العرب» وطلعان عينيه علشان البلد، وبعد سرد طويل لمعاناته قال بطريقته التى يزم فيها شفتيه ويضغط على مخارج الحروف: «أنا هطوى صفحة الماضى ونفتح صفحة جديدة» ثم دعا الضيوف للكلام. 
 
كان هناك اتفاقا بين الطلاب أن يبدأ رئيس الاتحاد «نبيل صفار» الكلام بصفته التنظيمية، ويكون الجمال متحدثا رئيسيا،ويتذكر  الجمال، أنه بدأ بالاستئذان فى فتح صفحات الماضى قليلا، ثم قال كنا أعضاء فى تنظيم ثورى يقوده جمال عبد الناصر وينص عليه الميثاق وحضرتك كنت رئيسه بعد الزعيم، ثم إذا بحضرتك تهدم التنظيم وتشهر به، وتطلق موسى صبرى وأشكاله ليهاجموه ويهاجمونا، ويفترون بأننا كنا نكتب تقارير على أهلنا،وبعدين سيادتك وصفتنا بأننا أحقر مجموعة عمل سياسى فى مصر وبنقبض بالليبى، وهذا غير صحيح»، يضيف الجمال: «لم يتركنى أكمل، وسألنى مباشرة: اسمك إيه يا ابنى، فأجبت، وقال أنا يا ابنى أقول على حد من ولادى المصريين كده، دا كان ينقطع لسأنى، أنت بتتكلم كويس وكفاية عليك كده وخلى زمايلك يتكلموا، ففوجئ بصوت جماعى: لا لا خليه هو يكمل، هو بيتكلم نيابة عنا، فرد: كمل، استكمل «الجمال» قلت حضرتك إحنا فى دولة شعارها وهدفها هو الحرية والاشتراكية والوحدة، وأنا عاوز أشوف عملنا إيه فى كل هدف منها خلال حكمك».
 
يؤكد «الجمال» كان مجمل الحوار من المشاركين قويا، وأذكر نقطتين، الأولى حول بدايات ما سمى بالانفتاح  وما شهده من تمكن تجار شارع الشواربى من المهربين والطفيليين من كسب قضية ضد فؤاد مرسى وزير التموين، والثانية مسألة الوحدة مع ليبيا، وعن «الشورابى» علق: أنا سألت وزير الاقتصاد بنخسر كام من نشاط شارع الشواربى، فرد فى حدود خمسة مليون جنيه، قلت له: خلاص خللى الناس تهيص، إنما لو أنتم شايفين الموضوع خطير كده روحوا كمؤسسة طلابية للواد «أبو وافية» رئيس الشكاوى فى مجلس الشعب وتقولوا اللى عاوزين تقولوه، وأنا كحكم بين المؤسسات أتخذ القرار، أما عن الوحدة مع ليبيا، فالواد المجنون ده «القذافى» غلط فى عرضى وشرفى، وأنا عرضت عليه نعمل نموذج لوحدة مصغرة بين طبرق ومطروح وإذا نجحت نكبرها مرحلة ورا مرحلة بس هو مجنون، هل يرضيكم إنه يغلط فى مراتى ويمس شرفى؟
 
انتهى اللقاء، وقال السادات لأبو المجد: «غديهم، أاكلهم وشبعهم يا كمال، اطعم الفم تستحى العين».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة