أكرم القصاص

الازدواجية من أمريكا والفكاهة من قطر

الخميس، 22 سبتمبر 2016 07:12 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لو أخذنا خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما أمام الأمم المتحدة على محمل الجد، سوف نرى أمريكا ترعى العالم بكل أبوة وأمومة وعطف، وكيف كانت سنوات أوباما الثمانية سنوات الإنجاز والسلام والتقدم الإنسانى، ويتجاهل أن بلاده وحلف الناتو تدخلوا وصنعوا أكبر فوضى فى العصر الحديث.
 
أوباما تحدث أمام الجمعية العامة عن أحلام الشعوب ونجاحات النظام العالمى، ولم ينكر وجود أزمات وتحديات فى الشرق الأوسط وتطرق إلى مشكلة اللاجئين. وقال إن 50 دولة تتعهد باستضافة 360 ألف لاجئ خلال عام. واللافت أن أوباما اتهم روسيا باستخدام القوة، وتدخل موسكو العسكرى فى سوريا وأوكرانيا. لم يتطرق الرئيس الأمريكى لمسؤولية إدارته وحلفاء الناتو عن مأساة اللاجئين فى سوريا بسياسات مختلة، ودعم بالسلاح والمال للجماعات الخطأ. يتحدث عن مواجهة الإرهاب، من دون أن يشير إلى تدريب وتمويل من حلفاء منهم قطر وتركيا اللتين لعبتا دورا مهما فى نشر الإرهاب ودعم التنظيمات الإرهابية، يتحدث أوباما عن خطط توطين اللاجئين وأن الدبلوماسية هى الطريق الوحيد لإنهاء الحرب فى سوريا، وانتقادات أوباما لروسيا هى انتقادات منافسة وصراعات حروب باردة صغيرة تكشف عن حجم الازدواجية فى خطاب انسانى وسياسات صنعت الفوضى.
 
وتأتى الازدواجية من أمريكا لكن الفكاهة تأتى من قطر، وخطاب تميم الذى يقدم نفسه وإمارته على أنه راعى الشعوب الضعيفة والثورات، وبدا تميم غاضبا لأن أوباما تحدث عن حل سياسى فى سوريا، وعبر عما سماه مشاعر الإحباط بين حلفاء الولايات المتحدة إزاء تحرك ضعيف من واشنطن بشأن سوريا.
 
تميم يصف ما يحدث أنه حرب أهلية وكل العالم أصبح يعرف أنها حرب بالوكالة، من مرتزقة من خارج سوريا، ومازال العالم يذكر كيف كانت الولايات المتحدة بصدد شن حرب بعد اتهام النظام السورى باستخدام غاز السارين المحرم ضد المدنيين، وكشفت التحقيقات أن الإرهابيين استخدموا السارين، وأن قناة الجزيرة وراء فبركة التقارير.
 
تميم يبدو محبطا من حل سياسى فى سوريا أو ليبيا، يصنعه السوريون والليبيون، ويبدو مفهوما أن تصدر أمريكا خطابا مزدوجا كدولة كبرى، لكن المثير للفكاهة أن تزايد قطر على مواقف أمريكا، بل وعلى إرادة الشعب الليبيى وتدافع علنا عن الإرهابيين والمرتزقة، ضمن فكاهة قطرية تتجاوز الازدواجية الأمريكية، لأنها تأتى من تابع ظن نفسه فاعلا.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة