بالرغم من أن مجلة «أيام مصرية» غير دورية إلا أن جمهورها ينتظر صدورها بشغف كبير لما تحمله من جاذبية فى موضوعاتها التاريخية، فمجالها هو تقديم وقائع التاريخ وحكاياته بأسلوب سهل وميسر يتناسب مع مختلف درجات الوعى.
وقبل أيام أصدرت عددا خاصا بعنوان «مصر عام 1939»، الذى يعد «عاما استثنائيا فى حياة المصريين» حسب الكاتب والمؤرخ أحمد كمالى مدير تحرير المجلة فى مقاله الافتتاحى، مشيرا إلى أنه العام الذى اندلعت فيه الحرب العالمية الثانية كما شهد استقالة رجل الاقتصاد الأشهر طلعت حرب من رئاسة مجلس إدارة بنك مصر ليخرج الرجل من مسرح الأحداث ودائرة الضوء، ومن هنا جاء طلعت حرب محور العدد الذى كتب فيه «شريف سامى» رئيس هيئة الرقابة المالية وحفيد طلعت حرب، وكتب المستشار عادل عبد الباقى عن «شخصية طلعت حرب فى الوجدان المصرى»، وكتب المستشار الدكتور علاء قطب «الفكر الاقتصادى الوطنى والأجانب فى مطلع الثلاثينيات - طلعت حرب نموذجا»، وكتب الدكتور إبراهيم فوزى وزير الصناعة الأسبق «طلعت حرب.. رؤية مختلفة»، وكتب الدكتور وليد حجازى «طلعت باشا حرب والخطاب الرسمى الأخير».
تنوعت هذه المقالات بالرغم من تناولها لشخص واحد، ونجد فيها زوايا مختلفة مما يعطى صورة مكبرة عن هذا الشخص وزمنه، غير أن من بين هذه المقالات يستوقفنا مقال «المؤسسات التوثيقية والأخطاء التاريخية» لأحمد كمالى، الذى يصرخ فيه من الأخطاء التاريخية فى توثيق تاريخ الشخصيات فى بلدنا، ويعد طلعت حرب نموذجا فى ذلك.
يطرح «كمالى» أربعة ملفات مسكوت عنها فى تاريخ الرجل وهى، قراءة فى علاقة الثقافة بالاقتصاد، عن طريق تقديم فلسفة إصداراته للعديد من المؤلفات فى المكتبة المصرية، وحقيقة علاقة بنك مصر بالأجانب وفقا للتوجهات الاقتصادية لطلعت حرب وشركائه، وهل تعرض البنك لضغوط داخلية وخارجية جعلته يصرف النظر عن إنشاء بنك «مصر فلسطين»؟، وعلاقات البنك وشركاته مع أطراف الحرب العالمية الثانية الألمان والإنجليز .
لم يقتصر عدد «أيام مصرية» على مقالات الكتاب عن طلعت حرب، وإنما عاد إلى عام 1939 بأخباره وإعلاناته المعنية، فجعلتنا كما لو كنا نسبح فى قلبه، ولأجل كل هذا فالتحية واجبة لمدير تحريرها الكتاب والمؤرخ أحمد كمالى، ونائبة عمرو إبراهيم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة