الجمعيات بتفك زنقة الشعب المصرى.. الحاجة فاطمة نموذج لأباطرة الجمعيات.. تحكى لـ"اليوم السابع": فى ناس بتعيش عليها ومن غيرها حياتهم هتبقى صعبة أوى.. ولو رفضت دخول شخص معين الكل يعرف إنه غير موثوق فيه

الأحد، 25 سبتمبر 2016 03:00 ص
الجمعيات بتفك زنقة الشعب المصرى.. الحاجة فاطمة نموذج لأباطرة الجمعيات.. تحكى لـ"اليوم السابع": فى ناس بتعيش عليها ومن غيرها حياتهم هتبقى صعبة أوى.. ولو رفضت دخول شخص معين الكل يعرف إنه غير موثوق فيه الأستاذة فاطمة
كتبت سلمى الدمرداش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الأستاذة فاطمة محمد، سيدة أربعينية تعمل صرافة بإحدى المصالح الكحومية، تتابع عملها بدقة وتتحرك أصابعها برشاقة بين أوراق الملفات التى تحاول إنجاز ما فيها سريعا، لتتفرغ فيما تبقى من وقت لمتابعة سير الجمعيات التى تعتبر الأستاذة "فاطمة" هى الراعى الرسمى لها، بل ويعتبرها كل العاملين بالمصلحة الحكومية "وزيرة اقتصاد" حياتهم.

 

لا يعلم أحد "الحسبة" الدقيقة التى تتمكن بها "فاطمة" من ضبط "الجمعية" التى تصل أحياناً لـ100 ألف جنيه، تحت يديها أسماء لزملاء وضعوا حياتهم رهن إشارتها، هى من تحدد الأسماء، موعد التسليم، المبلغ المراد تسلميه، وأخيراً وليس آخرا "مين اللى هيقبض الأول"، فالجمعيات كما تحكى عنها الأستاذة فاطمة عالم معقد ليس بالسهولة التى يظنها البعض.

 

كراس متوسط الحجم تسطره الأستاذة فاطمة "تسطيرة الجمعيات" التى تنظمها منذ أكثر من 20 عاما بشكل منتظم، حتى ترتب الأسامى فى جدول من الأول إلى الأخير، تترك بجوارها فاطمة علامات مميزة، لتتعرف من خلالها على سير النقود وموعد القبض ومتى يدفع كل فرد فلوس الجمعية.

 


الأستاذة فاطمة بمكتبها

 


الأستاذة فاطمة تتصفح الكراس الخاص بها

 


الأستاذة فاطمة محمد

 

تعلمت فاطمة من مهنتها الصرامة والدقة فوضعت قوانين صارمة أيضاً للجمعيات تحكى عنها لـ"اليوم السابع" وتقول: "الأمر لا يعتبر قوانين بالشكل المعروف لكن هناك شروط خاصة فى الجمعيات الكبيرة التى يكون مبلغها من 50000 أو أكثر، أولها أن من يشترك بالجمعية يجب أن أعرفه جيداً، أو يكون مشتركا على عُهدة شخص موثوق فيه، ثانياً من يحكم الجمعية هو من يقبض أولاً أو يتنازل عن اسمه لشخص آخر يكون محتاجها وفقاً لرغبته الخاصة، ثالثاً إن اشترك شخص باسمين فلا بد أن يقبض اسما فى الأول واسما فى الآخر، وإن أراد أن ينسحب من الجمعية فلا بد أن يحضر شخصا آخر بدلاً عنه، ورابعاً يجب إخبار الجميع إن حدثت أى مشكلة بالجمعية قبل البدء فيها، فلا تبدأ قبل أن تكتمل".

 


فاطمة فى مقر عملها

 


متابعة للملفات أثناء حديثها بالهاتف

 


كراسة الجمعيات

 

وعن رحلة 20 عاما مع الجمعيات تتحدث فاطمة وتقول: "اعتمدت على نفسى وأنا فى سن صغيرة، فوجدت أن الجمعية بتفك أزمات ناس كتير، وبدأت تنظيم جمعيات بمبالغ صغيرة، ثم بدأ الأشخاص المعتادون على دخول الجمعية معى فى طلب جمعية بمبلغ كبير، وبالفعل بدأت بعمل جمعيات كبيرة يدخلها الموظفون والأقارب والمديرون، حتى ذاع صيتى واكتسبت ثقة الجميع، والآن إن رفضت دخول شخص بعينه فى إحدى جمعياتى يعرف الجميع أن هذا الشخص غير موثوق به ولا يدخلوه معهم أى شىء"، وأضافت: "عملى كصرافة جعلنى على احتكاك أكثر بالفلوس والمرتبات وأتعامل معها بمرونة وسهولة وأعرف كيف أنظمها بحرص، بالإضافة إلى سهولة تحصيلى فلوس الجمعية، فمن يأتى ليأخذ قبضه يعطينى فلوس الجمعية فى نفس الوقت".

 


فاطمة تراجع فلوس الجمعيات

 


فاطمة تعد الفلوس

 

"فى ناس بتعيش على الجمعيات ومن غيرها حياتهم هتبقى صعبة أوى".. هكذا قالت فاطمة عن أهمية الجمعيات فى حياة الكثيرين، وأضافت: "فى ناس تجوز عيالها من الجمعيات، وهناك بعض الزميلات يأتين لى ويطلبون عمل جمعية وإعطائهم أول اسم لأن بنتها على وش جواز، وآخر يدخل ليدفع قسط شقة ابنه، ناهيك عن الأشخاص الذين ينظمون قبضهم على الجمعيات على العيد والمصيف ومصاريف المدرسة، هى بتفرج على ناس كتير".










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة