كريم عبد السلام

بلدنا والإرهاب الاقتصادى «2»

الأحد، 25 سبتمبر 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نموذجان دالان يؤكدان ويكشفان الدعاية السلبية الموجهة التى قامت ببثها وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية ضد الاقتصاد المصرى وتحديدا ضد الحاصلات الزراعية المصرية التى تكتسب كل يوم أسواقا جديدة فى العالم، النموذج الأول تمثله السعودية والأردن، فالدولتان فور انتشار الشائعات والفبركات عن الصادرات الزراعية المصرية قررتا إجراء اختبارات معملية للمنتجات الواردة إليها وعندما أظهرت النتائج مطابقتها لجميع المواصفات القياسية العالمية والاشتراطات الصحية المعتمدة، أصدرت الدولتان بيانات رسمية بهذا المعنى وتفيد كذلك بسلامة المنتجات الغذائية المصرية طوال السنوات العشر الماضية.
 
النموذج الثانى تمثله دولتان عربيتان أيضا تشهد علاقتهما مع مصر توترا وخلافا قطر والسودان، فمع انتشار شائعات الأسوشيتدبرس، أصدرت السلطات السودانية المختصة قرارا بوقف استيراد الخضر والفاكهة والمنتجات الغذائية المصرية منعت قطر بعض المنتجات من دخول أراضيها وضاعفت الإجراءات والاشتراطات الواجبة على السلع المصرية بما يؤدى إلى هلاكها فى الموانئ والمطارات قبل ظهور النتائج المعملية المتكررة أو بمعنى آخر صرف المستوردين عن التعامل مع السلع المصرية تجنبا للخسارة المحتملة.
 
لماذا لم تعتمد قطر والسودان النهج الذى اعتمدته السعودية والأردن بتطبيق اشتراطات صحية واحدة على جميع المنتجات الغذائية المستوردة مصرية وغير مصرية وإصدار بيان توضيحى بشأن المنتجات المصرية التى أثيرت بشأنها الشائعات؟! ببساطة لأن السياسة دخلت على الموضوع وانتهاز أى فرصة للنيل من النظام المصرى والاقتصاد المصرى على جدول الأعمال الدائم لمجموعة من الدول فى العالم والمنطقة العربية للأسف الشديد.
 
الغريب أن الحاصلات الزراعية المصرية ومنها الفراولة تدخل نحو خمسين دولة على مستوى العالم ولم تصدر أيا منها بما فيها أمريكا أى قرار رسمى بمنعها أو عدم مطابقتها للمواصفات، الأمر الذى يجعل هذه الشائعات غير مؤثرة على الاقتصاد المصرى كما أراد الكارهون والمتربصون، لكن هل يمكن أن نركن فقط إلى سلامة المنتجات الزراعية المصرية كسبيل وحيد لمواجهة أشكال الحروب الحديثة؟
 
الإجابة لا بالطبع، فلابد وأن تترافق سياسة الدفاع عن منتجاتنا وحماية أسواقنا وصادراتنا مع تشديد كل أشكال الرقابة على المنتجات داخليا وعدم السماح لأى شركة فردية بالتلاعب عشوائيا أو بالتنسيق مع الكارهين والمتربصين، لأن الحرب على المكشوف التى نواجهها تقتضى ابتكار أساليب للمقاومة والمواجهة بدءا من فتح الأسواق الجديدة وانتهاء بالحصول على شهادات الجودة من المستوردين ومقاضاة منصات إطلاق الشائعات.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة