تلاعبوا بأعصابنا وحرقوا دمنا وانتزعوا من قلوبنا فرحة منقوصة، هل هذا هو الزمالك الذى كان يصول ويجول فى مباراة برج العرب، أم لاعبين آخرين يرتدون الفانلة البيضاء فى المباراة المجنونة، ووصلت الإثارة ذروتها فى تبادل الأحلام؟ وكلما اقترب الوداد من الصعود، باغته الزمالك بهدف قاتل يطيح بالأمانى السعيدة، وتكرر المشهد المثير مرتين، بعد تسجيل الأبيض لهدفيه، فى وقت كان فيه الوداد على بعد خطوة واحدة من الصعود، ولكن الزمالك لم يكن الزمالك، وانفتحت شوارعه الخلفية والأمامية وترنح نجومه كالسكارى، وتبادل على جبر وأحمد دويدار القفز لأسفل، تاركين رؤوس مهاجمى الوداد يخترقون شباك احمد الشناوى، دون أدنى مقاومة.
الحمد لله عبر الزمالك مباراة حرق الدم ببركة دعاء الزملكاوية، وعالجت الدعوات المخلصة أخطاء طارق حامد وأحمد توفيق وإبراهيم صلاح الفادحة، ولا أفهم سر عنترية طارق حامد الذى يجيد اللف والدوران حول نفسه، على طريقة دوخينى يا لمونة، حتى تُقطع منه الكرة، وتسكن شباك الشناوى، وانتقلت عدواة إلى معروف يوسف وإسلام جمال، واختفى السافل مصطفى فتحى تماما، حتى نزول أيمن حفنى الذى قاد مهمة إحياء الامل، وباستثناء المحارب استانلى ومشاغب الخطوط الخلفية باسم مرسى، كان اللاعبون فى حالة غير طبيعية يصعب تفسيرها، وتتطلب العلاج الفورى لأسبابها.
لا يتحمل المدرب الشاب مؤمن سليمان كل المسؤولية، ولو حقق البطولة الأفريقة سيصنع معجزة تاريخية لم يسبقه إليها إلى مدرب، فى ظل النقص العددى فى قائمه لاعبيه، وهو مضطر رغم أنفه أن يبلع الأخطاء، وليس أمامه إلا أن يعيد شحن البطاريات الفارغة فى التتويج الكبرى أمام صنداونز، خصوصا أن المباراة الثانية ستكون فى مصر، وستشهد حشدا جماهيريا وإعلاميا غير مسبوق، ولن تكون الخسارة مقبولة فإما أن يصعدوا إلى عنان السماء، أو يهبطوا لسابع أرض.
الزمالك الذى يخوض البطولة الأفريقية لن يكون زمالك الموسم الحالى، بعد أن حشد المستشار مرتضى منصور كتيبة متميزة من الصفقات، يجلسون على الخطوط فى انتظار الفرص على أحر من الجمر، وياريت هذه المنافسة الشرسة تنعكس آثارها على لاعبى القائمة الاضطرارية فى مباراة صنداونز، فيتحولون إلى مقاتلين فوق العادة، ويمحون من الأذهان ذكريات الظهور المهين فى مباراة الوداد، ويعتذرون عن أخطائم فى أرض الملعب باقتناص الكأس الغالية.