قال أطباء سوريون اليوم الاثنين، إن 30 طبيبا فقط لا يزالون موجودين فى شرق حلب الذى تسيطر عليه المعارضة حيث تشتد حاجتهم إلى المستلزمات الطبية والجراحية لعلاج مئات الجرحى من بين السكان المحاصرين البالغ عددهم 300 ألف.
وأضافوا أن ما لا يقل عن 40 مصابا فى المستشفيات الثمانى التى لا تزال عاملة - وبعضها مراكز مؤقتة مقامة تحت الأرض خوفا من الغارات الجوية والقصف - تستلزم حالاتهم الإجلاء الطبي.
وذكرت جماعة مراقبة وعامل فى الدفاع المدنى إن عشرات الغارات الجوية أصابت مناطق تسيطر عليها المعارضة فى المدينة السورية الشمالية الليلة الماضية فى استمرار للحملة الجوية الضارية من جانب الحكومة السورية والقوات المتحالفة معها منذ انهيار وقف إطلاق النار قبل نحو أسبوع.
وقال عبد الرحمن العمر وهو طبيب أطفال يعمل لحساب الجمعية الطبية السورية الأمريكية فى المناطق التى تسيطر عليها المعارضة فى إفادة صحفية فى جنيف "هناك 30 طبيبا لا يزالون داخل شرق مدينة حلب."
ويفتقر هؤلاء الأطباء للأجهزة وأدوية الطوارئ لعلاج حالات الصدمة العديدة ويوجد وقود يكفى لتشغيل مولدات المستشفيات لمدة 20 يوما فقط. وأضاف العمر أن طبيب نساء واحد وطبيبى أطفال فقط يعتنون بالنساء الحوامل و85 ألف طفل.
ووثقت الجماعة مقتل أكثر من 280 شخصا فى الأيام الثلاثة الأخيرة فى شرق حلب وإصابة 400 بينهم 61 طفلا أمس الأحد وحده.
وأضاف العمر: "نذهب إلى الجبال ونعمل تحت الأرض بل إن منشآتها تحت الأرض وفى الجبال استهدفت مرات عديدة. إذا استمر هذا فإننا سنصل إلى نقطة الصفر حيث لا حماية للمنشآت ولا للعاملين فى المجال الطبي."
وقال مازن كيوارا مدير الجمعية الطبية السورية الأمريكية فى تركيا "لدينا احتياجات ضخمة للسوائل داخل حلب. لا توجد السوائل التى تعطى عن طريق الوريد."
وتقول وكالات الأمم المتحدة وخبراء طبيون إن الهجمات على المنشآت الطبية والعاملين فى المجال الطبى دمرت نظام الرعاية الصحية.
وقالت إلسى بيكر من منظمة (فيزيشانز فور هيومان رايتس) "الاعتداءات المنهجية والواسعة النطاق على المستشفيات والأطباء التى تقوم به قوات الحكومة السورية بشكل أساسى منع مئات الآلاف إن لم يكن الملايين من الحصول على الرعاية الصحية."
ومنذ بدء الصراع فى 2011 وثقت الجماعة التى تتخذ من نيويورك مقرا لها 382 هجوما على 269 منشأة طبية منفصلة حتى يونيو حزيران.
وأضافت أن نحو 90 فى المئة من الهجمات نفذتها قوات الحكومة السورية أو القوات الروسية المتحالفة معها مستشهدة بأدلة من التسجيلات المصورة والصور التى حللها خبراء الأسلحة.
وقال دينيوس بوراس مقرر الأمم المتحدة الخاص بشأن الحق فى الصحة "الاستهداف المباشر للوحدات الطبية والعاملين فى المجال الطبى أصبح علامة صادمة لهذا الصراع المروع فى سوريا."
وأضاف أن الهجمات الدولية تمثل جرائم حرب وربما تصل إلى حد الجرائم ضد الإنسانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة