سلط برنامج "على هوى مصر" الذى يقدمه الكاتب الصحفى والإعلامى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير "اليوم السابع"، الضوء على صرخات أهالى ضحايا مركب رشيد الغارق فى عرض البحر خلال هجرة غير شرعية، ونقل تلك "الآهات" إلى الدولة التى يجب أن "تطبطب" على هؤلاء الأشخاص وتحتضنهم بعد المأساة التى يعيشونها إلى الآن بسبب فقدان أغلى ما لديهم وهم أبنائهم.
وعرض الكاتب الصحفى خالد صلاح، عبر برنامجه الذى يذاع على فضائية النهار one، اعترافات اثنين من الناجين من مركب رشيد الغارق فى عرض البحر المتوسط، واللذان أوضحا خلالها أن رغبتهما فى السفر لإيطاليا، جاءت بناء على تصورات الكثير بأن الحياة هناك رائعة.
"محمد"، ابن محافظة الشرقية، روى خلال تقرير مصور، تفاصيل رحلته المروعة التى قال فيها، أن الراويات التى كان يسمعها من زملائه للسفر لإيطاليا، أغرته فدفعته للسفر، مضيفًا:"خدونا إلى الإسكندرية حوالى 300 واحد، وقعدونا على رصيف فى الميدان، وجاءت 3 أتوبيسات نقلوا 120 شخصا منا، وركب منهم 50 فى المركب الكبيرة، وجاء المندوب وقالنا "الباقى اتمسك فهنركب المركب بتاع رشيد بكرة وهنرجع للإسكندرية"، ورجعنا على البيت تانى".
وتابع: "لعبوا بينا وضربونا وخدوا مننا الفلوس، وأنا خفت فرجعت على البيت تانى ليعملوا فيا حاجة، ومروحناش على الشط وكله كلام وهمى لأن كل يوم كانوا بيقولونا هتركبوا النهارده ومكنش بيحصل".
فيما روى شاب عشرينى آخر يدعى "محمود"، كاد أن يلحق بمركب رشيد، لكن حسن الحظ دفعه إلى مغادرة الميناء وعدم ركوب المركب الغارقة، تفاصيل نجاته من الكارثة، قائلًا:"اللى حصل إنى أنا رحت لواحد واتنين وتلاتة علشان أسافر إيطاليا، وقالولى إنت لو هتسافر لازم تاخد مراتك أو عيالك علشان سنك كبير، علشان تبقى لاجئ، فقلتلهم أنا مش عاوز أضحى بمراتى ولا عيالى، فقالولى هما دول اللى هيعدوك".
وأضاف محمود: "كل اللى حاصل ده مانع السفر علشان الدنيا مقلوبة بسبب الناس اللى ماتت، لكن أسبوع ولا اتنين وهتلاقى الدنيا زى ما هى، وكأن مفيش حاجة حصلت".
كما عرض الإعلامى خالد صلاح، تقريرا آخر، لسيدة من محافظة الشرقية تدعى "هانم" تروى فيه سبب سفر ابنها "محمود" بشكل غير شرعى، قبل أن تكون المفاجأة والصدمة لها، وهى البحث عن ابنها المهاجر على مركب رشيد المنكوبة حتى الآن، دون معرفة مصيره.
وسردت والدة "محمود" روايتها بقلب موجوع، قائلة:"محمود قالى هغير عيشتى يا أمى وهبقى حلو"، فيما تضرعت إلى الله بدعواها:"يا رب انت اللى تطمنى يا رب، يا رب رد لهفتنا، يا رب رد لهفتى يا رب".
أما شقيقة الضحية المفقودة، فأوضحت أن"محمود من الأوائل فى 3 إعدادى، وفى واحد صاحبه سافر ألمانيا، وبعتله على الإيميل بتاعه وقاله العيشة هناك حلوة، وإحنا بنبعت لأهالينا فلوس حلوة، والحياة أحسن من مصر، وواحد قالنا علشان محمود يسافر عاوز 25 ألف جنيه، فمش معانا الفلوس وكان معانا حتة أرض لمحمود، فالراجل قالنا لما محمود يوصل اتنازل لنا على الأرض، وقالنا لما كمان يوصل إيطاليا من ألمانيا عاوز 10 آلاف جنيه كمان".
وعلق خالد صلاح، على ما عرضه بالبرنامج الذى يذاع على فضائية النهار one بقوله:"هذا الأمر يتطلب الجدية فى المواجهة، وليس أن أحارب المراكب فقط، وإنما العمل على خطط حقيقية للتنمية فى الأماكن التى يهاجر منها الشباب، بسبب عدم توفير فرص العمل فيها وعدم وجود الأكل والشرب، فيدفعهم هذا إلى الهروب للخارج".
وروت أسرة "شريف" أحد ضحايا المركب الغارق فى رشيد منذ أيام، لكاميرا "على هوى مصر" حيث قال شقيق الضحية، "أصحاب المركب جمعوا أشخاص وحطوا أعداد أكتر فى وغرقت".
وقال والد "شريف": "سافر مرة قبل كده ورجع من رشيد قبل العيد، وسافر المرة التانية وحدث ما حدث".
وكشف تقرير آخر، مأساة أخرى لأحد ضحايا مركب رشيد الغارقة، لشاب يدعى كريم حسان "البكرى" كما وصفه أبيه، الذى قال لكاميرا "على هوى مصر"، "اتصل عليا وقالى أنا مشيت مع العيال اللى مشيو، والساعة 5 لقيته بيضرب التليفون عليا ويقولى يابا إحنا بنغرق، والحقنا يابا"، وتابع "إنا أسرة 7 أنفار وكان كريم بيجيب 20 جنيه فى اليوم ومكنوش بيعملولنا حاجة، فقالى يابا أنا هخلع مع العيال اللى بتمشى، وإحنا لو لينا أكل عيش ومدخل رزق كان ابنى مات هنا!؟ والله ولا عندنا محافظ ولا مسئول فى كفر الشيخ بيسأل عننا.. حسبى الله ونعم الوكيل فيهم".
ومن جانبه قال الكاتب الصحفى خالد صلاح، أن أكثر ما يستفز المواطن فى هذا الأمر، هو عدم زيارة رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، لموقع حادث غرق مركب رشيد على الإطلاق، "أكتر حاجة تستفزك أن رئيس الوزراء مرحش رشيد لحد دلولقتى"، وتابع "إحنا عاوزين حل يطبطب على الناس دى شوية ويدى أمل للأهالى، كمان أكتر حاجة تستفزك أن محافظ الشرقية مش بيقابل الناس رغم شكاوى المواطنين".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة