فيما يعد المفاجأة الكبرى لمتابعى الفن التشكيلى فى مصر والعالم، سيكشف معرض السريالية المصرية "حين يصبح الفن حرية" المقرر افتتاحه اليوم الأربعاء 28 سبتمبر، عن 7 لوحات سريالية مصرية لعالم الخط المصرى "أحمد مصطفى" صاحب مجلد "الخط الكونى" ومؤسس النظرية التى اكتشفت قواعد وأصول الخط القرآنى، وكان الفنان قد رسم تلك فى ستينيات وسبعينيات القرن الماضى قبل أن يتجه تماما إلى الإبحار فى عالم الخط العربى ليصبح أحد أهم وأكبر فنانى العالم فى هذا المجال، وأحد أشهر الفنانين أصحاب النظريات التفسيرية العلمية لجمالية الخط العربي، مستعينا بخبرته التشكيلية الكلاسيكية الواسعة ومقدرته على صياغة لوحات الخط العربى فى تكوينات تجمع ما بين التجريدية والتجسيدية فى آن واحد، لتتربع لوحاته على رأس قائمة الأغلى سعرا فى صالات المزادات العالمية.
اللوحة الفائزة ببينالى إسكندرية 1974 والمشاركة فى معرض السريالية
وكان "مصطفى" قد رسم بعضا من هذه اللوحات قبل سفره إلى بريطانيا، مشاركا ببعضها فى بينالى الإسكندرية وحصل بعمل صنفه المحكمون على أنه "عمل نحتى" على جائزة بينالى الإسكندرية، حيث وصفه الناقد الفنى الكبير كمال الملاخ فى الأهرام سنة 1974 بأنه الصاعد إلى قمة الفن بسرعة الصاروخ، كما وصفه الفنان حسين بيكار فى الأخبار فى ذات السنة بأنه "استطاع بخياله الخلاق أن ينطق رقائق الألومونيوم المشكلة على هيئة موجات طوفانية" ليشارك بعد بينالى الإسكندرية فى بينالى فينسيا بجوار الفنان الرائد "سيف وانلى" وأحمد فؤاد سليم وعمر النجدى وعبد الهادى الوشاحى وصالح رضا.
اللوحة الفائزة ببينالى إسكندرية 1968
واستطاع معرض السريالية أن يتواصل مع الفنان العالمى لعرض بعض من لوحاته، فى المعرض العالمى الذى سيقام أولا فى القاهرة ثم الشارقة ليقوم بجولة كبيرة فى عواصم أوربا بعد ذلك، لعرض بعض هذه اللوحات فأمدهم الفنان بخمس لوحات تتضمن اللوحتين الفائزتين بالجائزة الأولى لبينالى الاسكندرية سنة 1968 وسنة 1974، بالإضافة إلى لوحتين تم الكشف عنهما وكانتا محفوظتان بمتحف الفن الحديث بالقاهرة، ليصبح عدد الوحات المشاركة فى المعرض حاملة توقيع الفنان الكبير هى 7 لوحات يراها الجمهور المصرى لأول مرة منذ أربعين عاما، ليكشف "معرض السريالية" عن وجه غائب للفنان العالمى قبل أن يتجه إلى عمل الخط دراسة وتشكيلا وتنظيرا.
لوحة الإسراء والمعراج التى بيعت فى مزاد سوذبى بـ842 ألف دولار
جدير بالذكر أن الفنان أحمد مصطفى ولد فى الاسكندرية عام 1943، وتخرج من كلية الفنون الجميلة بالأسكندرية دفعة 1966 وسافر إلى لندن وعمل فيها منذ عام 1974 وهو يدير مركز الفنون للفن والتصميم العربيين وهو الآن أستاذ زائر فى معهد أمير ويلز للعمارة بلندن وفى جامعة وستمنستر بلندن وكلية الفنون الجميلة بالاسكندرية (مصر.) وقد أقيمت له العديد من المعارض فى الكثير من بلدان العالم كما توجد أعماله فى كثير من المجموعات الخاصة والمؤسسات المشهورة بما فى ذلك المتاحف الوطنية فى بريطانيا ومصر وفى غير ذلك من المواقع العامة ذات الأهمية الدولية فى مختلف أرجاء العالم. وفى عام 1997 قررت صاحبة الجلالة الملكة اليزابث الثانية أن تهدى لوحته التى أبدعها بتكليف خاص عنوانها "حيث يلتقى البحران" إلى شعب باكستان بمناسبة مرور خمسين عاما على إنشاء دولته وكان ذلك اعترافا من ملكة انجلترا بشهرة الفنان الدولية وتقديرا لوضعه الخاص كمسلم بريطاني. وكان أول مسلم يقام له معرضا فى الفاتيكان، وفاز بجوائز كبرى عن لوحاته ومنحوتاته المنفذة على الطريقة الغربية فى بينالى الاسكندرية فى عامى 1968 و 1974 ويعمل أحمد مصطفى خبيرا استشاريا لكثير من المشروعات الخاصة فى معظم أنحاء الشرق الأوسط، ومن بين هذه المشروعات منسوجات جدارية للجناح الملكى فى مطار الملك عبدالعزيز فى جدة وصالة الاستقبال الملكية فى مطار الملك خالد بالرياض وبهو العرض فى مركز المؤتمرات فى فندق الشيراتون بالدوحة فى قطر، وتعرض أعمال لأحمد مصطفى فى متحف القديس مونجـو ( للحياة والفن الدينيين بجلاسجو( اسكتلندا (وفى مجموعة الفن الإسلامى المعاصر بالمتحف البريطاني( لندن ) والقسم الشرقى فى المتحف الأشمولي( أكسفورد ) ومتحف الفنون الحديثة بالاسكندرية( مصر ) ومتحف كلية الفنون الجميلة بجامعة الاسكندرية) مصر.
وتقديرا لخصوصية التجربة الفنية لفنان مصر الشهير نالت لوحاته عناية وتقدير أكبر وأهم دور المزادات فى العالم، حيث تربعت لوحاته على قائمة الأغلى سعرا فى فئتها فى معظم قاعات المزادات فى العالم حيث تقدر بعد لوحاته فيما بين الـ 700 والـ 900 ألف دولار.
اللوحة التى بيعت فى سوثبى بـ 458 ألف دولار
مقتطفات أرشيفية من آراء أكبر النقاد فى أعمال أحمد مصطفى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة