لم أجد سبباً مقنعاً لكل هذا الكم من الحديث عن الاحتراف، والتحديث.. وحلول موعد انطلاقة الأهلى الجديدة.. أو انطلاقة الألفية الثالثة- كما وعودوا- خاصة أن للكبير «الأحمر» تحولات، على مدار تاريخه، كانت تقود الكرة المصرية للأمام يا حضرات.
كثرة الكلام، لم يظهر بعدها أى دليل من أدلة الخيرات، فى فتح أجندات التحولات.. ليبقى فقط مجرد.. كلام، ابن عم حديت!
الأهلى الذى راهن فى نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن الماضى، للحصول على توقيع نجوم كثر، للانتقال لفريقه الكروى فى وقت لم يكن هناك أى منفذ للهروب من المكتوب بالبقاء لدى النادى الذى وقعت له وسجلك!
الأهلى.. هرب نجوماً إلى عزب بكاوات، ومسؤولين كبار، ورجال دولة، حتى يحصل على توقيعهم!
يكفى أن تعرف سيدى القارئ أن الشربينى مثلاً، أخفاه عبدو البقال أشهر «ديلر» هاوى فى تاريخ الكرة المصرية والأهلى فى «ملاية لف» ويشمك، هروباً من منافسهم الزمالك!
حدث هذا.. والكرة المصرية تعزف مزيكة «حسب الله».. قياساً بالعالم حولنا الذى كان يستمع «الروك آندرول» مثلاً!
• يا سادة.. فى سبعينيات القرن ذاته قاد مسؤولو الأحمر، الكرة المصرية مرة أخرى ودون احتراف لتطوير آخر!
جزيرة الشياطين الحمر.. تعاقدت عبر الراحل الكبير صالح لسليم مع المجرى «ناندور هيديكوتى».. ليأتى ومعه يتطور التدريب إلى «يومى».. بعدما كان «3 مرات» أسبوعياً.. ثم تطور آخر لمران صباحى تكتيكى!
• يا سادة.. الموسم الأول للمجرى العبقرى الراحل شهد خروج الغرفة الحمراء للتسخين «جهراً» فى الملعب لمدة «20» دقيقة.. كان قبلها التسخين يشمل دهان العضلات بكريم تسخين، ثم تدريب على الواقف «أسترتشات».. فى «الطرقة» المؤدية للملعب!
لما فعلها «كوتى».. وسخن فرقة الخطيب وعبدو ويونس والبطل والذين معهم، ثم خرجوا، ليرتدوا ملابس المباراة.. ظن الجمهور أن شيئاً ما حدث، وتعالت همهمات بين جنبات مدرجات ستاد القاهرة، بأن الأهلى انسحب!
• يا سادة.. ليس هذا وحسب، لكن الأهلى أيضاً، هو أول فريق «جلب» إعلانات بشراكة مع مؤسسة عريقة وطنية هى الأهرام، حين دشنت «وكالة للإعلان».. لتدخل الخزانة الحمراء جنيهات احترافية، ويبتعد الأهلى عن «أصحاب الفضل».. كما باقى الأندية، حيث كان «أصحاب الفضل».. ينفقون مع الدولة على الأندية كوجاهة اجتماعية!
• يا سادة.. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد أدخل الأهلى أيضاً نظاماً جديداً علينا.. حين تعاقد مع الإنجليزى العالمى «دون ريفى».. مدرب إنجلتر العظيم، ليدرب الفريق.. ثم تأتى فترة.. الألمانى فايسا الذى لعب بطريقة «5 - 3 - 3» العالمية مع الأهلى.. وبالطبع.. كانت مباريات اعتزال الخطيب وشوبير ونجوم كثر قد باتت هى الأخرى منجما للمكاسب للنادى والنجوم فى نهاية مشوار عطاء مع ناديهم وفى غياب «الأخ احتراف» خالص.. حيث كان يعمل فى الخارج!
• يا سادة.. هذا هو المدخل لما أردت إلقاء الضوء عليه.
نعم.. ومع خالص التقدير لمحمود طاهر والذين معه.. فقد كان الأمل متعاظما فى أن يستكملوا مشوار التطوير والتحديث والاحتراف الحقيقى!
بدأوه.. لكن مع كل صيحة تراجعوا.. وهذا شأنهم!
لكن أن يتم تفريغ الأهلى من حصيلة الاحتراف وتخصيصاً فى كونه الجزء الأعظم فى التمويل والمكاسب.. بأن يتم رفع عماد متعب.. وما أدراك ما عماد متعب.. كورقة اقتصادية وقائد.. ونموذج على عدم «مصمصة» لحم النجوم.. فهذا هو المرفوض تماماً، لهذا ياللا بينا نقول له.. الاعتزال فيه سر غامض فاجتنبه.. يا جان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة