سين: لماذا كان غالبية ضحايا مركب رشيد من الشباب صغار السن؟
جيم: لأن القانون الإيطالى يمنع تسليمهم لدولهم، ويتم إيداعهم فى معسكرات فور وصولهم للشاطئ، وإطعامهم وتعليمهم اللغة الإيطالية، وبمجرد وصولهم إلى سن 18، يتم منحهم إطلاق سراحهم ومنحهم أوراق إقامة، يستطيعون العمل بموجبها، ويمكن أن يحصلوا على الجنسية الإيطالية بعد الإقامة لمدة خمس سنوات، بجانب وجود حوالى 2500 طفل مصرى، تم تهريبهم إلى إيطاليا، وتحاول السلطات المصرية استعادتهم.
سين: لماذا زاد عدد الضحايا فى الحادث الأخير عن الحوادث السابقة؟
جيم: لأن السماسرة وضعوا فوق المركب فى البداية حوالى 300 مصرى، وقبل الإبحار أحضروا 100 آخرين من جنسيات أفريقية، وقبل الإقلاع ظل المركب يترنح يميناً وشمالاً، بسبب الحمولة الزائدة، ثم انقلب على جانبه، وألقى بحمولته فى عرض البحر، بجانب وضع حوالى مائة شخص فى غرفتين فى قاع المركب، يطلق عليها الثلاجة، وإغلاقها بالأقفال على من بداخلها، فلم تتح لهم أدنى فرصة للإنقاذ، وماتوا بشكل مأساوى.
سين: لماذا تأخر البرلمان فى مناقشة قانون مكافحة الهجرة غير الشرعية؟
جيم: لأن مشروع القانون ضاع فى زحام جدول الأعمال المكدس بمئات القوانين، علاوة على أن بعض مواده يشوبها غموضًا شديدًا، فيما يتعلق بتوحيد الجهة التى تتولى تنفيذه، حيث إن هذا الاختصاص موزع الآن بين وزارات الخارجية والداخلية والعمل ومجلس الوزراء، مما يسبب أعباء ًمالية كبيرة وتداخل الاختصاصات، وعدم تحديد جهة واحدة يمكن محاسبتها أمام البرلمان والرأى العام، وكان ضروريًا حل هذه الإشكالية.
سين: ما أسباب تكالب الشباب على السفر رغم تحذيرهم من أهوال الرحلة؟
جيم: روح التحدى والمغامرة والإصرار، والرغبة فى حياة أفضل، خصوصًا وأن قراهم تمتلئ بحكايات أسطورية، عن ثراء من سبقوهم فى السفر، وأنهم بعد شهور قليلة يشترون أطيانًا، ويشيدون بيوتًا ويلعبون باليورو والدولار، فما الذى يمنع من المغامرة مهما كانت المخاطر، ولماذا لا يكونوا سعداء الحظ مثل من سبقوهم.
سين: هل يمكن ضبط الحدود البرية والبحرية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث؟
جيم: من الصعوبة تحقيق السيطرة التامة، لأن هذه الحدود تتجاوز 5 آلاف كيلو متر، ولابد من رفع درجات الوعى وتعاون الأهالى، للإبلاغ عن عمليات التهريب، ووقفها والقبض على الجناة قبل فوات الأوان.