من هناك خرجت الرسالة الواضحة للجميع، وجدناها فى ذكرى الحرب العراقية الإيرانية، التى شاركت فيها القوات البحرية والبرية والجوية التابعة للجيش الإيرانى وحرس الثورة، إضافة إلى قوات الشرطة والتعبئة وعدد كبير من قوات شعبية محلية.. هذا الاستعراض العسكرى كان مطلا على الخليج فى ميناء بندر عباس، وكانت تشـارك فيه 500 قطعة بحرية عـائمة وغاطسة؟ فهل هو تصعيد من مناخ التوتر السياسى مع دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية فقط، وخاصة أننا وجدنا على الجهة الأخرى أن مجلس الشيوخ الأمريكى يوافق على صفقة عسكرية مع السعودية، قيمتها 1.15 مليار دولار؟! وتسقط الطائرات الأمريكية تحت اسم التحالف ضد الإرهاب فى سوريا والعراق، نصف السلاح للأكراد والنصف الآخر لداعش (بالخطأ). وبالتالى تشهد المنطقة تصعيد الأزمات ودعمها بالسلاح، فتجدها اليوم تغلى على صفيح ساخن.. خاصة قبل أسابيع من الانتخابات الأمريكية فى البيت الأبيض، ويتم التمهيد لفتح الطريق لإعادة تصعيد قوة جديدة، والنفوذ لمناطق القلق.. من خلال جماعات مسلحة جديدة تكون هى الوسيلة التى نصل بها إلى الانتقام بهدف إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد.
خرجت رسالة أخرى من مصر فى خطاب الرئيس السيسى (بأن الجيش المصرى يستطيع الانتشار على أرض مصر كلها خلال ست ساعات؟!) فلا تهاون ولا استسلام وهناك العلم والاستعداد والإدراك بكل المخططات.
وولى العهد السعودى الأمير محمد بن نايف يكرر دعوته إيران إلى التحلّى بحسن الجوار وتحسين العلاقات «ندعو السلطات الإيرانية للقيام بواجباتها فى هذا الشأن وفق مقتضيات القانون الدولى، وأن تكون علاقة إيران مع دول المنطقة قائمة على حسن الجوار وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول، وإنهاء احتلال الجزر الإماراتية الثلاث».
وفى العراق الذى تحكمه إيران بالوصاية شهدنا فى الأيام القليلة الماضية طرد السفير السعودى من بغداد ثامر السبهان، وسحب الثقة من وزير الدفاع السنى خالد العبيدى، وسحب الثقة من وزير المالية الكردى هوشيار زيبارى.. فهناك أنباء عن عودة رئيس الوزراء السابق نورى المالكى إلى الحياة السياسية رغم كل ما فعلة فى إضعاف الدولة لحساب إيران، فما هى هذه المعركة التى تخوضها إيران والتى فى الظاهر تستهدف العرب والإرهاب السنى «داعش» وغيرها الذى عن طريقه وبسببه ستحقق إيران طموحها هى والأمريكان وتمكنوا من هدم سوريا والعراق واليمن... إلخ.
إن بركة الدم التى تغرق فيها هذه الدول كل يوم والمعاناة والتعذيب لمواطنيها تشكل خطرا على مستقبل المنطقة، أكثر من كونها تشكل خطرا على الأنظمة. خذ مثلا استعداء السنة والأكراد فى العراق بهذه الطريقة الشرسة والدموية، كذلك السنة المسالمين فى المناطق السورية وآخرها ما تشهده مناطق السنة آخرها حلب وريفها، لذلك إيران والأمريكان تدمران على السطح بتحريك الإرهاب والميليشيات المسلحة وتصعد قبل الانتخابات الأمريكية، تعطى من تحت الطاولة ورقة اتفاق لروسيا وفوائد مضمونة لإسرائيل! وتبقى أمامهم مصر صامدة ومحور الدفاع عن المنطقة والخليج، لذلك وجب إنهاك عملتها وعرقلة اقتصادها، وتشويه الصورة لإدارتها فى أهم وأقوى مؤسساتها سواء أكانت الدفاع أم الرئاسة، لذلك وجب الاستعداد بالتواصل مع الشعب، والتوضيح للعالم فى كل مرة أن هناك جيشا مصريا ينبض بالوطنية.. واستعراض الاستعدادات والقدرات العسكرية والسياسية حتى الآن بالأساليب الدبلوماسية وليس بعروض عسكرية كما فعلت إيران، فإن كانت وتؤجج الصراع باسم المقاومة ضد أمريكا وإسرائيل، فلماذا لا تتدخل حين تضرب وتدك إسرائيل غزة ولبنان؟.. إيران تحمل شعار الخطاب والكلام والاستعراض بالشيطان الأكبر «أمريكا»، وتهرول للاتفاق النووى معها.. والرسالة أصبحت واضحة لمصر ولأمن الخليج.. هناك تطور بدأ لتنفيذ اتفاق يبنى بينهما على حساب العرب، فهل هم بمدركين؟!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة