شن أزهريون وأعضاء باللجنة الدينية بالبرلمان، هجوما عنيفا على تصريحات قيادات سلفية، حول أنه ليس جميع الأزهريين مؤهلين لإصدار الفتاوى مطالبين بألا تشمل تراخيص إصدار الفتاوى جميع الأزهريين، مشيرين إلى أنها تعد إهانة للأزهر، وبين من يرى أن تصاريح الفتاوى لن تعطى إلا باختبارات، ومؤكدين أن الأزهر والمنتسبين له يتمتعون بالوسطية.
وانتقد الداعية الأزهرى أحمد البهى، إصدار السلفيين فتاوى من وقت لآخر، قائلا: "السلفيون متطفلون على العلوم الشرعية ولا يصلحون لإصدار الفتاوى". وهاجم "البهى" فى تصريحات لـ"اليوم السابع" انتقاد بعض السلفيين للأزهر الشريف ودار الإفتاء، مضيفًا: "الأزهر الشريف مؤسسة عريقة لها تاريخها، لكن السلفيين لا محل لهم من الأعراب".
وأضاف "لم تكن هناك قائمة للسلفيين فى نفوس بعض الناس إلا انتقضهم للأزهر الشريف ومحاولات تشويهم له" مضيفًا: "تصريحات الجهات الرسمية وعلى رأسها التصريحات التى صدرت مؤخرا من الدكتور مجدى عاشور المستشار العلمى لمفتى الجمهورية، وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، والتى قال فيها "فتاوى غير المتخصصين تزعزع استقرار الأسر وتتسبب فى الوسواس القهرى".
وأضاف "البهى": "هناك سلفيون يريدون تشويه الأزهر، وبث شائعات بأن هناك أزمة فتوى لدى الأزهريين، رغم أنه لا توجد أزمة فى هذا الشأن، ولكن السلفيين يريدون التطفل على العلوم الشرعية بأى طريقة".
من جانبه قال الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن مثل هذه التصريحات تعد إهانة للأزهر، مؤكدا أن الأزهريين لديهم القدرة على إصدار الفتاوى بل أن المواد التى يتم تلقينها لطلاب الأزهر تمكنهم كى يكونوا متخصصين فى إصدار الفتاوى الدينية.
وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية، لـ"اليوم السابع" أن دار الإفتاء هى المتخصصة فى إصدار الفتاوى الدينية، ويتم تدريب جميع الأزهريين على كيفية إصدار الفتاوى، خاصة أن الأزهر يتمتع بالوسطية.
وفى ذات السياق قال الدكتور عمر حمروش، أمين سر اللجنة الدينية بالبرلمان، أن تراخيص إصدار الفتاوى الدينية ستكون باختبارات سواء كان ازهرى أو غيره، موضحا أن التصريح حول أن ليس كل الأزهريين مؤهلين للفتوى هو أمر غير صحيح.
وأضاف أمين سر اللجنة الدينية بالبرلمان، لـ"اليوم السابع "أن المواد التى يتم تدريسها لطلاب الأزهر، ويتخصصون بشكل كبير فى العلوم الدينية تمكنهم بشكل كبير من القدرة على إصدار فتواى دينية مختصصة وبالتالى فتصريحات السلفيين غير صحيحة.
وكان الشيخ سامح عبد الحميد الداعية السلفى، زعم أن هناك أزهريين غير مؤهلين لإصدار الفتاوى الدينية، مطالبًا دار الإفتاء بمحاسبتهم، على حد قوله. وقال "عبد الحميد": "على دار الإفتاء محاسبة بعض الأزهريين على فتواهم قبل محاسبة غير الأزهريين، فهناك شيوخ أزهريون غير مؤهلين للفتوى، ولهم شطحات شاذة غير مقبولة، وهم يُسببون الفتنة والبلبلة فى المجتمع، ويجب أن تحسم هيئة كبار العلماء فى الشكاوى المتعلقة بفتاوى الدكتور سعد الهلالى حول الخمر وزواج المتعة، وتصريحات أحمد كريمة أستاذ الفقه بجامعة الأزهر حول وجوب إلغاء وزارة الأوقاف، وإنشاء وزارة للأديان وتعيين وكيل وزارة مسيحى وآخر مسلم".
وتجدر الإشارة إلى أن الدكتور مجدى عاشور، المستشار العلمى لمفتى الجمهورية، وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، حذر من اعتياد إطلاق الفتوى من قبل غير المتخصصين حتى لا يتهدد مستقبل واستقرار الأسر البسيطة وإشاعة البلبلة، وتتسبب فى الوسوسة القهرية للبسطاء داخل المجتمعات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة