اليوم نعيش العجب، مع بعض السياسيين والنشطاء الذين طالما استندوا إلى تقارير الصحافة الأجنبية المنتقدة للرئيس أو الدولة المصرية فى الهجوم والنيل من الدولة ومعارضة بعض القرارات، اليوم نفس السياسيين والنشطاء يشككون ويسخرون ويرفضون الاستناد إلى تقارير نفس الصحف والمنظمات وهى تبشر بحقل غاز جديد فى الصحراء الغربية أعلنت شركة شل عن اكتشافها وعن مستقبله الواعد، مثلما فعلوها من قبل وشككوا فى حقل شروق للغاز الذى يعد أكبر اكتشافا فى الشرق الأوسط وتقول التقارير بأنه سيغير خريطة الطاقة فى مصر. وكأن بعضهم يستخسر فرحة المصريين، لا يريدها ويتربص بها لتشويهها، رغم أن كل المؤشرات والتقارير الدولية تؤكد أن اكتشاف حقل الغاز الأخير فى مصر هو نتاج جهد وتحرك حقيقى من الرئيس والحكومة وأنه بحق اكتشاف يصب فى صالح المواطن المصرى والدولة المصرية فى مجالات مختلفة. هذا الاكتشاف الذى يشكك فيه بعض المتربصين والكارهين والحاقدين أعلنته شركة دولية كبرى لا يمكن أن تغامر بسمعتها فى السوق الدولى برقم زائد أو رقم ناقص، والأرقام تقول بأن حقل الغاز الجديد يحتوى طبقا للتقديرات الأولية على الكميات المبدئية المكتشفة تقدر بحوالى نصف تريليون قدم مكعب من الغاز «الحجم الكلى للغاز قبل الإنتاج» مع مزيد من احتمال وجود احتياطى أكثر من الغاز بما يضع هذا الكشف بين أكبر اكتشافات الغاز الطبيعى فى الصحراء الغربية خلال السنوات الماضية. والكشف الجديد فى بئر «بى تى إى- 2» يأتى نتيجة لتطبيق أحدث التقنيات خلال مرحلة المسح السيزمى والعمليات المتعلقة به، بالإضافة إلى حفر أحد أعمق الآبار فى الصحراء الغربية».
وضم هذا الحقل وما به من ثروات إلى حقل شروق المكتشف العام الماضى الذى يحتوى على 30 تريليون قدم مكعب من الغاز، ما يمثل 5.5 مليار برميل من البترول المكافئ وبالنسبة لمصر تمثل الاحتياطات المتوقعة من حقل الغاز حوالى %20 من إجمالى احتياطات الغاز الموجودة بمصر، وسيزيد الكشف الجديد احتياطات الغاز المصرية بنسبة %46، وهذا يؤثر بشكل كبير فى توفير الطاقة لمصر وقد يساعدنا فى السنوات المقبلة على تحقيق الاكتفاء الذاتى من الغاز، وهذا يعنى بالتعبية السيطرة على أزمة التيار الكهربائى فتح الباب لمجالات استثمارية وصناعية جديدة لأن الطاقة أصبحت متوفرة للمصانع.
والغريب فى الأمر أن من يطلقون على أنفسهم وطنيين ويسعون بكل جهدهم لتشويه صورة هذا الاكتشاف لم يقرأوا ما قاله وزير البنية والطاقة فى دولة إسرائيل المحتلة أن «اكتشاف حقل ضخم من الغاز فى مصر يذكرنا بشكل مؤلم أنه بينما تتوقف دولة إسرائيل مكانها وتستغرق وقتا من أجل اعتماد مخطط الغاز وتؤخر الاستخراجات الجديدة فإن العالم يتغير».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة