"زنا المحارم" ينهش عرض المجتمع.. دراسة: 18 نمطا من العلاقات المحرمة بمصر.. معظم الضحايا متزوجات ومطلقات وأرامل.. البحوث الاجتماعية: 24% من الجناة طلاب.. والإدمان وغياب الوازع الدينى وراء تفشى الظاهرة

السبت، 03 سبتمبر 2016 03:00 م
"زنا المحارم" ينهش عرض المجتمع.. دراسة: 18 نمطا من العلاقات المحرمة بمصر.. معظم الضحايا متزوجات ومطلقات وأرامل.. البحوث الاجتماعية: 24% من الجناة طلاب.. والإدمان وغياب الوازع الدينى وراء تفشى الظاهرة زنا المحارم - أرشيفية
تحليل يكتبه : محمد فرج أبو العلا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

محمد فرج أبو العلا

  • شاب يعاشر ابنة أخيه فى إمبابة.. ومبيض محارة يهتك عرض ابنته بالوراق

  • أب يستغل سفر نجله ويعاشر زوجته بالغربية.. وفتاة بالشرقية تحمل من جدها

  • هدير: تحولت لجارية لشقيق زوجى المعاق.. وخالد: ضبطت زوجتى مع والدها

 

زنا المحارم.. لم تتأثر تلك القضية المثيرة للاشمئزاز بالتطور الذى نعيشه الآن، وما زال الحديث عن زنا المحارم كالتابو غير المتوقع، الشائك، وربما المثير للدهشة أو الخوف معاً، لارتباطه بأم أو أخت أو خالة أو عمة أو علاقة نسب أو مصاهرة، ولكن تلاحظ زيادة الظاهرة فى الآونة الأخيرة، فأصبحت ظاهرة وليس مجرد مشكلة، بل تقع فى كل شرائح المجتمع، وليس بين الطبقات الدنيا فقط كما نعتقد، ما ينذر بعواقب وخيمة تهدد أمن المجتمع، لذا كان هذا التحليل الدقيق لنكشف عن الأسباب التى أدت لذلك.

 

قصص من الواقع نسردها لتوضيح مدى تفشى الظاهرة فى المجتمع، حيث تبادلت أسرة بإمبابة الاتهامات حول معاشرة شاب لابنة أخيه عمرها 14 سنة ونتج عنه حمل الفتاة سفاحا وأنها فى الشهر الثامن، وفى تحقيقات النيابة قالت المجنى عليها، "لم أجد أحدا أحكى له ما يحدث لى فى حياتى اليومية سوى عمى، الذى كان دائماً يسألنى عن أحوالى فبدأت أتخذه كصديق، خاصة أنه يسكن معنا فى نفس المنزل، تطور الأمر بيننا ووجدته يتقرب منى ويملأ أذنى بالكلام المعسول، لم يكتف بذلك بل تطور الأمر بيننا وبدأ يلامس مناطق حساسة من جسدى، فى البداية أصبت بالذهول والصدمة ومع مرور الوقت تكرر الأمر وخضعت لرغباته ووجدت نفسى أدخل معه فى علاقة محرمة وغير مشروعة، وقتها لم أفهم ماذا يحدث، ومع مرور الوقت تكرر الأمر كثيرا داخل منزلى ومنزله، فكنا نجتمع مرتين فى الأسبوع، وبعد فترة شعرت بتغيرات تحدث فى جسدى، وبدأت والدتى تشك، فأصرت على أن نتوجه إلى الطبيب الذى أكد أننى حامل فى الشهر الثامن".

 

وإحدى ضحايا زنا المحارم، قالت إن خالها البالغ من العمر 40 عاماً اغتصبها وتحرش بها على مدار 5 سنوات، بعد عامين من زواجها، موضحة أن الحالة المادية لزوجها لم تكن تسمح له بتوفير سكن مستقل، الأمر الذى دفعها وزوجها أن يعيشا فى منزل أمها وهو بيت عائلى يقطن فيه خالها أيضا.

 

فتاة أخرى تبلغ من العمر 24 عامًا من مدينة الزقازيق بالشرقية، دُمرت حياتها بعد اكتشاف زوجها أن ابنتهما نتاج حمل سفاح من الجد.. وقعت فريسة لذئب بشرى عجوز للأسف كان "الجد"، فبدلاً من أن يصون شرفها ويكون الصدر الحانى لها بعد انفصال الأبوين استسلم لغرائزه ونهش عرضًا نسى أنه لحمه ودمه.

 

أما "خالد" فوقف يصرخ أمام المحكمة قائلا، "إنها فاجرة طعنتنى فى رجولتى وكرامتى وشرفى، ومارست الزنا فى فراشى، وليتها اقترفت الجريمة مع غريب، ربما كان الأمر أهون، لكنها اقترفت زنا محارم مع أبيها العجوز الذى آويته بعد أن فقد الزوجة، وجعلته بمثابة والد لى، وها أنا رجل ضائع لى طفل يبلغ من العمر 4 أعوام، ولا أعرف ما إذا كان ابنى أم أنه ثمرة حرام لزنا المحارم".

 

وفى كارثة أخرى، أمرت نيابة الوراق بحبس مبيض محارة، 4 أيام على ذمة التحقيقات، لاتهامه بهتك عرض ابنته، وقال الأب للنيابة فى التحقيقات إنه "اعتقد أنها زوجته"، وعند سؤال الزوجة وشقيقها، قالا إن البنت أبلغتهما بأن والدها ارتكب هذه الأفعال أكثر من مرة، وكانت تحذره، ولكنه لم يمتنع عن فعل ذلك، فقررت التوجه لقسم الشرطة والإبلاغ عنه، كما تم حبس سباك، 15 يوما لاتهامه بالاعتداء جنسيا على شقيقته، وكشفت تحقيقات نيابة الوراق أن المجنى عليها طفلة تبلغ من العمر 8 سنوات تعانى من حمى شوكية، انتقلت على إثرها إلى مستشفى حميات إمبابة، وأثناء عرضها على أحد الأطباء، اكتشف تعرضها لآثار اعتداء جنسى، وكذلك جروح وتهتكات فى مناطق بجسدها، ولقيت المجنى عليها مصرعها، وبالتحقيق أقرت أسرتها أن شقيقها تعدى عليها جنسيا عدة مرات، لكنهم لم يبلغوا بالواقعة خوفا من أن يتم سجنه.

 

يؤكد المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن هناك 24% ممن ارتكبوا جرائم الزنا كانوا من الطلبة، وهو ما يعكس أن الأمر لا علاقة له بالجهل، بل هو مُرتبط بسلوك مُجتمعى، أما العاطلون فلم تتجاوز نسبتهم 5.2%، ما يعنى خطورة هذه الظاهرة، لافتا إلى أن الظروف الاقتصادية ترتبط ارتباطا أصيلا بانتشارها، أى أن الفقر عامل كبير  فى ارتفاع نسبة زنا المحارم فى مصر، فضلاً عن عدم الزواج والإقامة فى غرفة واحدة، حيث أكد جهاز التعبئة العامة والإحصاء أن هناك 33% من الأسر المصرية يعيشون فى غرفة واحدة، فلا يتعجب أحد من تفشى تلك الظاهرة.

 

ويقول الدكتور أحمد المجدوب فى كتابه "زنا المحارم.. الشيطان فى بيوتنا"، فى عرضه لنتائج أول دراسة علمية حول جريمة زنا المحارم فى مصر 2003، طبقت على 200 حالة ممن ارتكبوا هذه الجريمة الاجتماعية التى تحاط بسياج كبير من الصمت والسرية فى بلداننا العربية، إن هناك 18 نمطا من العلاقات المحرمة، ومن بين هذه الحالات، اعتراف شاب فى السنة الثالثة من المرحلة الثانوية بأنه ينتمى إلى أسرة كبيرة العدد مات عائلها، وقال إن له خالة ورثت عن زوجها أموالا كثيرة، فسألتها أمه أن تخفف عنها العبء وتأخذه ليقيم معها، ووافقت الخالة وعاش معها بضعة أشهر دون أن يلاحظ شيئا عليها فى سلوكها أو مظهرها، ولكنها أخذت تتغير، فأصبحت ترتدى ثيابا مفتوحة شفافة ثم أخدت تتودد إليه وتستثيره إلى أن دعته لمعاشرتها فاستجاب، وكان المقابل إغداقها عليه وعلى أسرته من مالها، والغريب أنه عندما فاتح أمه توسلت إليه أن يبقى مع خالته حتى لا توقف المساعدة.

 

ويؤكد "المجدوب" أن السبب فى إدمان الضحية للمخدرات والزحام فى السكن من العوامل المشجعة على زنا المحارم، فوفقا للإحصائيات والبيانات المصرية، كثير من الأسر لا تزال إلى الآن تستخدم دورات مياه مشتركة بين غرف متعددة، ما يضعف الشعور بالحياء بين ساكنيها، نتيجة اعتيادهم مشاهدة بعضهم بعضا فى أوضاع مثيرة، ويودى الازدحام فى المسكن إلى تلاصق الإخوة والأخوات أثناء النوم، مما يحرك شهوتهم، ويدفعهم إلى إقامة علاقات جنسية.

 

والمفاجأة التى فجرها "المجدوب" أنه لا يوجد نص قانونى يعاقب على زنا المحارم، وذكر أن سيدة بلغ بها الفجور أن تتزوج ابن اختها عرفيا، ولما فضح أمرها وتم إبلاغ الشرطة وألقى القبض عليها وعلى ابن اختها، أفرجت عنها النيابة لعدم وجود قانون يمنع ذلك.

 

وتبين من دراسة "المجدوب" أن غالبية ضحايا زنا المحارم من الإناث المتزوجات، أو من الأرامل والمطلقات، فى حين أن الجناة الذكور غالبيتهم غير متزوجين، وأن معظم مرتكبى زنا المحارم يعيشون فى مساكن شعبية، لا يوجد خصوصية الأفراد داخلها، كما أنهم من غير المتعلمين ويميلون للبعد عن الدين، وجاءت النسبة المئوية فى كل نمط من الأنماط الـ18 كالتالى: بلغت نسبة نمط القرابة (أخ - أخته) 25% يليه نمط (الأب - البنت) بنسبة 12%، فنمط (زوج الأم - ابنة الزوجة) بنسبة 9%، ثم نمط (الابن - زوجة الأب) بنسبة 6%، ومثله نمط (زوج الأخت - أخت الزوجة)، أما نمط (ابن الأخت - خالته) فقد بلغت نسبته 5%، يليه نمط (الأم - الابن)، ونمط (ابن الأخ - العمة) و(الخال - ابنة الأخت) و(الأب - زوجة الابن) حيث انخفضت نسبتة لحوالى 4%، وانخفضت كذلك لنسبة 3% نمطى (العم - ابنة الأخ)، و(ابن الأخت - زوجة الخال).

 

كما تبين من الدراسة أنه كلما ابتعدت درجة القرابة انخفضت جرائم زنا المحارم، فيما عدا زنا (الأم - الابن) فهى قليلة بجمع أنحاء العالم عدا اليابان، وأن نسبة اللاتى لم يسبق لهن الزواج من ضحايا زنا المحارم نسبتهن 47.5%، تليهن المتزوجات ونسبتهن 26%، ثم المطلقات ونسبتهن 18%، أما الأرامل فبلغت نسبتهن 8.5%، مؤكدة أن زنا الإخوة بالأخوات والآباء بالبنات، وأزواج الأمهات ببنات الزوجات يمثل 76% من حالات زنا المحارم.

 

وأوضحت أن زنا الأبناء بالأمهات لم يكن بين أمهات متزوجات، وإنما مطلقات بنسبة 62.5%، وأرامل بنسبة 37.5% من المجموع الكلى للأمهات، وذلك لعدم وجود الزوج، خاصة إذا كانت الأم قد حصرت عواطفها فى ابنها، وينام معها فى الفراش، بالإضافة إلى ضعف الوازع الدينى لديها، وتبين أن نسبة الجناة غير المتزوجين تبلغ 49.5% إلى العدد الإجمالى لهم، يليهم المتزوجون بنسبة 36%.

 

نحن أمام ظاهرة كارثية تكمن أسبابها فى غياب الثقافة الجنسية، وضيق السكن، وغياب الوعى الأسرى، وارتفاع نسب البطالة، ما أحدث حالة من الفراغ الفكرى والدينى أدى إلى الانحراف، الذى يتطلب سرعة تجديد الخطاب الدينى، والقضاء على الفقر والبطالة والعشوائيات، ونشر الفكر التنويرى، وفرض هيبة الدولة، حتى نستطيع إعادة بناء المجتمع.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة