- اصطحب معك زجاجة أو (جردل) عند قضاء الحاجة
- المرضى: الإهمال والبرود والغياب والإهانة روشتة أطباء المستشفى
مشهد غريب قد لا تتخيله فى واحدة من الدول المتقدمة أو النامية حتى أهل المريض يتوسلون لطبيب يبدو على ملامحه حداثة التخرج وصغر السن ويتسولون منه الرحمة نرجوك يا دكتور (الراجل بيموت.. تعالى شوفه.. اكشف عليه.. أعطيه مسكن ارحمه.. اعمله أى حاجة) ليفاجئهم الرد السلبى.. الأمر الذى استلزم التحقيق فى الفوضى والإهمال داخل مستشفيات كلية طب جامعة الأزهر فرع أسيوط.
البداية من منطقة فيصل فى أقصى المحافظة فعلى مساحات شاسعة من الأراضى، لا تدرك إلى أين منتهاها أقيمت جامعة الأزهر بأسيوط، وكان نصيب كلية الطب والمستشفيات التابعة لها هو النصيب الأكبر تبدأ المشقة فى الوصول إلى المستشفى، فعندما تدخل ترحب بك صناديق الزبالة برائحتها المتعفنة، وأجزاء الزبالة المبعثرة على البلاط المتهالك والذى عليه آثار الاتساخ وعدم النظافة، أما عن العلاج فهو كوصفة "قنديل أم هاشم".
وكان من الطبيعى أن نسأل على مدير المستشفى أو من ينوب عنه فأخبرنا أحد العمال أن مكتب المدير فى الدور الأول لكنه غير متواجد ولا يحضر إلا نادرا.
وعلى بعد أمتار من مكتب مدير المستشفى تتراكم أكياس الزبالة فى الطرقة وقد أخذت القطط تعبث بمحتوياتها أما فى الدور الثالث حيث قسم الصدرية والباطنة، فلا طبيب تتحدث إليه إلا ذلك طبيب واحد حدث السن، أما فى طرقة عنبر الباطنة فتنتشر جرادل بلاستيكية متسخة يبدو انها تستخدم فى غسل البلاط المتهالك وأكياس الزبالة السوداء، على أن أشد ما صدمنا مشهد الحمامات المتهالكة وكأنها خرابة بمعنى الكلمة، حنفيّات المياه لا تعمل، فجميعها مكسورة اليد بدون تصليح.
والأحواض رثة عليها آثار السواد وروث الاستعمال، والأرضية بلاطها متهالك، أما كيف تستخدم دورة المياه فعليك أخذ زجاجة مياه أو جردل به ماء لكى تتطهر به، أما المفاجأة الحقيقية فهى أن الحمامات مشتركة، فلا مانع من دخول سيدة مع وجود رجل.
حاولنا التحدث إلى أحد مسئولى المستشفى وبعد الحصول على رقم موبايل أحدهم وبمجرد معرفته بالمهنة، طلب عدم ذكر اسمه، ولما اخبرناه بما شاهدناه من الإهمال والفوضى وعدم الاهتمام بالمريض وتدنى الخدمة الطبية، رد مبررا (ماعندناش الإمكانيات، ومافيش دعم من الجامعة الأم فى القاهرة، إحنا فقراء فى الدعم المادى. ماذا نفعل مع ظروف عدم مساعدتنا من فوق) وعن غياب الأطباء استنكر ذلك مكررا (غصب عننا اعذرونا.. إذا وفرت جامعة الأزهر الإمكانات سيتحسن وضع المستشفى).
وبسؤال على محمود أحد المرضى عن وضع المستشفى ذكر أنه فيما سبق كانت مستشفى الأزهر أفضل مستشفيات أسيوط لكن الآن لم تعد كذلك، مضيفا أن الأطباء يعاملون المرضى أسوأ معاملة.
داخل مستشفى جامعة الأزهر تحدثنا إلى أحد المرافقين لمريض ـ رفض ذكر اسمه ـ فقال: إحنا ناس غلابة معناش نتعالج برة، وأضاف إنه ليس أول مرة يحضر مع قريبه وأنه المعروف هنا أن (فيه خيار وفاقوس) يعنى لو المريض محول من العيادات الخارجية فلا اهتمام به لكن لو محوله واحد من الأساتذة الأطباء بيهتموا بيه وفى تحسر شديد قال الرجل إذا كان ذلك يحدث فى مستشفى أزهرى فأين نجد تعاليم الدين والأخلاق والإنسانى إذن على الأزهر السلام.
وقال أحمد على أحد المرضى بالمستشفى إن المستشفى بالكامل يعانى الإهمال والفوضى فالقطط تجاور المرضى فى الأسرة، وحينما يحل المساء تعبث بالقازورات والمهملات والمخلفات الطبية الملقاة بالطرقات وتخرج منها الروائح النفاذة التى تكمم الأنفاس.
ذلك فضلا عن انتشار أنواع من الحشرات الزاحفة كالأبراص والصراصير على جميع حوائط المستشفى ومرافقتها للمرضى وسير الصراصير على الأدوية والطعام الذين نجلبهما من الخارج.
وأضاف أن الأطباء يعاملون المرضى معاملة سيئة جدا خاصة، وأنه لا يوجد بالمستشفى سوى طبيب أو اثنين يتبادلان الحضور وغير موجودين فى غرفهم بشكل مستمر ولا يزور المستشفى طبيب أخصائى أو استشارى، والمستشفى تعج بالفوضى بالإضافة إلى نباح الكلاب الذى لا يتوقف وكأننا فى شارع اختلفت فيه أنواع الكلاب لأنه أصبح مرتعا لهم.
وقال أحد الممرضين العاملين بقسم التمريض (طلب عدم ذكر اسمه) معللا ذلك خوفه من الإدارة إذا ما علمت حديثه معنا.
إن المستشفى به أقسام كاملة لا تعمل لأنه لا يوجد بها أطباء كما أنه لا يتم عمل أى صيانة دورية للمستشفى، وأجهزتها وتسبب ذلك فى تحويل المستشفى إلى خرابة، بالإضافة إلى أنها لا يوجد بها علاج سوى أنواع معدودة يتم صرفها لجميع المرضى باختلاف أمراضهم وأشار الممرض إلى أن هناك بعض الأطباء بالمستشفى ينصحون المرضى بتناول أنواع من العلاج الطبيعى على أنه أفضل من العلاج الكيمائى مثل الزيوت والخلطات حينما يخبرهم المريض بعدم قدرته على شراء دواء من الخارج، فى الوقت الذى لا يوجد به دواء من المستشفى.
وأضاف الممرض أن الجامعة الأم بالقاهرة ليست لها رقابة على المستشفى هنا وتسبب ذلك فى ضياع المستشفى بسبب عدم وجود رقيب.
وقال محمد الصدفاوى أحد زوار المرضى إنه قادم من مركز طما بسوهاج لزيارة أحد المرضى وبعد معاناة فى الوصول إلى المستشفى فوجئ بأن استقبال المستشفى ملىء بالكلاب الضالة والقطط التى تبعثر أكوام القمامة والمخلفات الطبية والأمن يقف على الباب لا يسأل أى شخص داخل كان أو خارج وأضاف أن المريض الذى يقوم بزيارته تم حجزه فى المستشفى منذ 15 يوما وإلى الآن لم يتم تشخيص حالته الطبية ولم يفحصه استشارى ولم يخضع لأى أشعه أو تحاليل للوقوف على مرضه كما أنه لا يملك القدرة المادية على الذهاب إلى طبيب خاصة وأن أطباء أسيوط استبدلوا مهنة الطب بالجزارة بعد قيامهم برفع سعر الكشف إلى الضعف تقريبا ورفع أسعار الدواء من قبل الشركات.
مستشفى كلية طب الأزهر الجامعى
مهملات ومخلفات وقطط وكلاب فى مدخل المبنى
مستشفى الأزهر بأسيوط
القطط والكلاب أثناء النبش فى المخلفات
يافطة لمستشفى طب الأزهر معلقه على المبنى
حشرات وصراصير تنشر بين أمتعة المرضى وعلاجهم
برميل وجردل لأغراض القمامة فى الطرقة
زجاجات فارغة ومخلفات بالعنابر
دورة مياه
إحدى دورات المياه
أحد المرضى أثناء تنفيذه لوصفة طبيب برفع قدميه حتى يشفى
حجرة الجهاز الهضمى والكلى
قطط فى المدخل
دورة مياه غير صالحة
كيس مخلفات طبية وضع بإحدى الطرقات
إحدى دورات المياه
عامل يحمل المخلفات الطبية والقمامة
أحد العنابر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة