يحارب العلماء يوميا أمراضا كثيرة، لكنهم عادة ما يقفوا عاجزين أمام الوراثية منها، نظرا لعدم توفر أسباب المرض وإصابته به عن طريق الجينات والتى يصعب حتى الآن التحكم فيها أو القيام بأى تغييرات عليها.
وقد أعلنت الجمعية الأمريكية للطب التناسلى أول أمس عن ولادة أول طفل فى العالم من ثلاثة آباء، سيدتين ورجل، عن طريق استخدام تقنية تلقيح حديثة تجمع بين الأحماض النووية للثلاثة، حيث قام فريق طبى دولى يقوده الدكتور "جون تشانغ" من مركز "نيو هوب" للخصوبة فى نيويورك باستخدام تقنية غير مسبوقة لاستبدال مواد جينية فى نواة بويضة سيدة مريضة بمواد جينية أخرى من امرأة أخرى سليمة، وقام الأطباء بنقل المواد الجينية المحتوية على كروموسومات الأم المريضة إلى بويضة أم أخرى.
وأكد العلماء والفريق الطبى أن هذه التقنية تعمل على الحد من انتقال الجينات المريضة من الأم للطفل، وبذلك يمكن التقليل من عدد الأمراض الوراثية.
وفى نفس السياق يوضح الدكتور أيمن هانى، مدرس أمراض النساء والتوليد بالقصر العينى قائلا: "هذه الدراسة ما زالت قيد البحث ولا يقاس نجاحها فقط بإنجاب الطفل ولكن بمتابعة حالته لسنوات، للتأكد من عدم إصابته بأى مرض آخر، ومتابعة حالة السيدين هل ظهرت عليهما آثار سلبية نتيجة العملية أم لا، ومن المؤكد أن هناك خطوات كثيرة لا بد من مراجعتها قبل اعتماد هذه الدراسة وتطبيقها فى العال".
وتابع د. أيمن: "وفى حالة ثبات هذه النتائج نكون قد استطعنا علاج بعض الأمراض الجينية، وهو ما يقلل الأمراض الصعبة التى تصيب أطفالنا منذ الولادة، وحتى نتأكد من تلك الدراسات الحديثة، هناك طرق بسيطة عبارة عن تحاليل نتأكد من خلالها من سلامة الجينات ونقلل من الأمراض الوراثية التى تنتقل للطفل".
وأضاف د. أيمن: "من الأمراض الوراثية التى تنتقل للأطفال عبر الجينات أنيميا البحر المتوسط، السكر، أنيميا الفول، المتلازمات المرضية، وغيرها من الأمراض الوراثية التى تظهر كل يوم، حيث إن 10% من المصريين يحملون الجين المسبب لأنيميا البحر المتوسط وعند زواج اثنين يحملان نفس الجين تكون نسبة إصابة الأبناء بهذا المرض 50%، بالإضافة إلى زواج الأقارب الذى ينقل بنسبة أكبر الأمراض الوراثية، وعن طريق تحليل الجينات مع تحاليل صورة الدم الكاملة ووظائف الكلى والكبد والسكر وتحليل السائل المنوى للزوج، وتحليل الهرمونات للزوجة، نستطيع التنبؤ بمشاكل الإنجاب وما يترتب عليها".
وأشار الدكتور أيمن هانى إلى أهمية حماية كل من الزوجين أطفال المستقبل من الأمراض الوراثية التى تقودهم إلى الوقوف فى المستشفيات فى انتظار العلاج وتدهور حياتهم والتى قد تنتهى سريعا بالموت". مضيفا: "على الدولة وضع استراتيجية وقوانين تسمح بتوعية الشعب حتى يقبلوا على الفحوصات قبل الزواج بشكل جدى، وفى حالة إظهار التحاليل حمل الزوجين لجينات مرضية لا بد أن يتوقفوا عن هذا الزواج حتى لا ينجبوا أطفالا يمثلون عبئا على الدولة لحاجتهم لطرق علاج مكلفة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة