قالت وسائل الإعلام الأمريكية إن ما تعرض له أوباما فى مطار هانجتشو، الصينى، من عدم فرش السجادة الحمراء هو تجاهل متعمد من جانب الصينيين، مشيرة إلى أسلوب غير ميمون من الترحيب لرئيس دولة عظمى.
وأشارت شبكة "سى.إن.إن"، الأحد، إلى عدم فرش السجادة الحمراء لأوباما، خلال استقباله فى إطار قمة العشرين التى تقام حاليا فى الصين، على الرغم من تقديم الترحيب الذى يتفق مع الأعراف الدولية مع زعماء الدول الأخرى المشاركة فى القمة.
ونشرت الشبكة الأمريكية صورة توضح ما تعرض له الرئيس الأمريكى من إهانة حيث جمعت الصورة لقطات لزعماء دول مختلفة أثناء النزول على سلم الطائرة الأمامى المفروش بالسجادة الحمراء ويتوسط الصورة مشهد نزول أوباما من الباب الخلفى دون سجادة حمراء.
وعوضا عن استخدام البوابة الرسمية للخروج من الطائرة إضطر الرئيس الأمريكى إلى استخدام سلم الطوارئ فى مؤخرة الطائرة، بسبب عدم توفير السلطات الصينية السلم الخاص للخروج من الطائرة بما يتفق مع الطابع الرسمى.
ونشب شجار بين مسئول صينى رفيع والوفد الأمريكى المرافق للرئيس أوباما فور وصوله إلى هانجتشو. وقالت شبكة "إيه بى سى نيوز" ، إن المسئول الصينى – الذى لم تكشف عن هويته - صرخ فى وفد البيت الأبيض والصحفيين المرافقين لأوباما قائلا: "تراجعوا إلى الوراء .. هذه أرضنا وهذا مطارنا".
واحتجز المسئول الصينى أعضاء وفد البيت الأبيض لفترة قصيرة ومن بينهم سوزانا رايس مستشار أوباما لشئون الأمن القومى ونائبها بن رودس .
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن الخلافات بين الطرفين استمرت حتى مساء اليوم بشأن عدد المسئولين والصحفيين الأمريكيين الذين سوف يسمح لهم بالاشتراك فى اجتماعات قمة العشرين.
السعودية
لكن ليست هذه هى المرة الأولى التى يعرب فيها الإعلام الأمريكى، عن أسلوب الترحيب بأوباما فى الخارج، واعتبار الأمر تجاهلا. ففى إبريل الماضى أثار عدم استقبال العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز للرئيس أوباما، فى مطار الرياض، بعد استقبال العاهل السعودى زعماء القمة الخليجية فى المطار، موجة من الجدل خاصة على مواقع التواصل الاجتماعى.
وحاول وقتها المسئولون الأمريكيون التقليل من الموقف، فى محاولة لعدم إثارة التوتر مع حليف قوى مثل المملكة العربية السعودية، لاسيما فى ظل بعض الإضطرابات فى علاقات البلدين بسبب الاتفاق النووى الذى عقدته القوى الدولية، بزعامة الولايات المتحدة، مع إيران فى يوليو 2015.
وصرح وقتها مسئول أمريكى إن الولايات المتحدة لم تنظر إلى الموقف السعودى كإهانة أو ازدراء لأن الرئيس أوباما نادرا ما يستقبل أى من رؤساء الدول الأخرى فى المطار عند وصولهم فى زيارات لبلده.
كوبا
وفى مارس الماضى، حيث قام الرئيس أوباما بأول زيارة من رئيس أمريكى إلى كوبا، منذ منذ الثورة الكوبية عام 1959، لم يستقبل الرئيس الكوبى راؤول كاسترو لنظيره الأمريكى، على الرغم من أهمية الزيارة التى جاءت فى إطار عودة العلاقات بين البلدين.
واستغل المرشح الجمهورى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية الملياردير دونالد ترامب، الموقف وقتها، وكتب على صفحته بموقع تويتر إن هذه إشارة إلى إبداء "عدم الاحترام"، وأضاف "الرئيس أوباما وصل إلى كوبا..حدث كبير، وراؤول كاسترو لم يكن فى استقباله"، وأشار ترامب إلى أن كاسترو كان استقبل بابا الفاتيكان وآخرين من قبل.
بريطانيا
وفى مارس الماضى أيضا، نشرت العديد من الصحف البريطانية تقارير تفيد بأن الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا، رفضت لقاء الرئيس الأمريكى خلال زيارته التى كانت مقررة فى إبريل حيث سيتجه إلى وندسور فى مقاطعة يوركشاير البريطانية لتناول الغذاء هناك، خلال زيارته المخصصة لإظهار دعمه لعدم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.
وكتب وقتها الكاتب البريطانى "إفراييم هاردكستل"، فى صحيفة الديلى ميل يقول إن الرئيس الأمريكى ينوى الوقوف بجانب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون داعيا بريطانيا للبقاء فى الاتحاد الأوروبى، ولكنه تلقى نصائح بتأجيل ذلك الحديث لما بعد الغداء نظرا لما أثير من خلافات حول تأييد الملكة الانسحاب من الاتحاد.
لكن هذا ليس الموقف المحرج الأول لأوباما من قبل ملكة بريطانيا، ففى 2011، خلال إقامة الملكة مأدبة عشاء على شرف الرئيس الأمريكى وزوجته، حضرها أكثر من 170 شخصية مرموقة من عالم السياسة وأبرز وجوه المجتمع البريطانى، تجاهلت الملكة أوباما بنظرة توبيخية لعدم احترامه البروتوكول.
فبعد أن أنهى أوباما كلمة، ردا على كلمة للملكة، أعرب فيها عن عمق العلاقات التى تجمع بين بلاده وبريطانيا وشعبيهما، هم برفع كأسه داعيا الحضور لشرب نخب الملكة، وتوقف عن الحديث للحظات، ربما فى محاولة لاجتذاب المزيد من الاهتمام، لكن هذه اللحظات كانت كافية لقائد الأوركسترا كى يعطى إشارة بدء عزف النشيد الملكى، ظنا منه أن الرئيس قد أنهى كلمته، ليقف الجميع احتراما للنشيد.
لكن فى واقع الأمر لم يكن أوباما قد أنهى كلمته ولم يستسلم للموسيقى وواصل إلقاء كلمته وهو لا يزال يرفع كأسه ويرفع صوته ليصبح أعلى من الموسيقى، التى ربما ظن أنها ليست إلا مؤثرات صوتية يفترض أن ترافق كلماته الأخيرة والمعبرة، التى اقتبس بها قولا مأثورا للأديب الإنجليزى وليام شكسبير.
مرت ثوان قبل أن يلحظ أوباما أن أحدا لم يرفع كأسه، خلالها رمقته الملكة إليزابيث الثانية بعينيها، مما جعله يضع كأسه على المائدة ويضم يديه أمامه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة