أكلت النار قلب القرضاوى، بسبب الاستقبال الأسطورى لشيخ الأزهر فى جمهورية الشيشان، فأخرج أسلحته الفاسدة للهجوم على الشيج الطيب، واتهم من حضروا مؤتمر علماء السنة فى العاصمة الشيشانية بأنهم علماء السلطان وشيوخ العار، وأنهم سكتوا على سفك دماء المسلمين المراقة ظلما وعدوانا من روسيا، ويهللون للمستبدين فى عالمنا العربى!
يعيش القرضاوى مرحلة متقدمة من الخرف، لأنه لو فكر قليلا ومر على تاريخه الأسود، فلن يجد إلا العار الذى يوصم به غيره، وإذا كانت ذاكرة الناس تنسى، فالقرضاوى عاش حياته بندقية فتاوى للإيجار، يمتدح الحكام وهم فى السلطة، ثم ينقلب عليهم إذا قبض الثمن من خصومهم، فهو من قال قصائد شعر فى صدام حسين ، وهو الذى أشاد ببطولات بشار الأسد، ثم انقلب على الاثنين، أما الحسرة التى خيمت فى سماء القرضاوى، فهى استرداد مصر من الإخوان، وفى ذكرى 25 يناير الماضية وجه بيانا يدعو فيه المصريين إلى الخروج والتظاهر، من أجل أوهام «استرداد الثورة» ونصرة مرسى وعصابته، وأفتى قبل ذلك بقتل أفراد الشرطة والجيش، فى الوقت الذى حرّم فيه العمليات الاستشهادية ضد إسرائيل، وهل نسينا يوم جاء من قطر فاتحا لمصر فى عام حكم الإخوان، من المطار إلى الأزهر الشريف، معتليا منبره فى خطبة الجمعة، وأتباعه ينشدون «طلع البدر علينا »، لكنه لم يكن بدرا على مصر ، بل ظلما وكابوسا .
لن يهدأ القرضاوى ولن يترك مصر وشعبها، رغم أنه ليس مصريا ولا يحمل جنسية الوطن، التى تركها ليحمل جنسيته القطرية، وقطر بالنسبة له هى الروح والملجأ والملاذ، وسخر نفسه ليكون ذيلا لحكامها، منفذا لأوامرهم وراكعا لهم، وبينما يدعو للخروج على رئيس مصر، ويرى أن معارضة حكام قطر خروج على الإسلام، وكم من الجرائم يرتكبها هذا القطرى الشارد باسم الإسلام.
ليت العصر الذهبى للأزهر الشريف يعود بسرعة، حين كان منبرا للوسطية والاعتدال، ويأتى إليه المسلمون المتشوقون لتعاليم الإسلام الصحيحة من كل بلاد الدنيا، فيعودون إلى بلادهم سفراء لتلك المؤسسة العظيمة، حاملين لمصر وشعبها أسمى آيات التقدير والإعزاز .. القرضاوى لا يريد ذلك، فقد عاش من أجل قطر والإخوان، وسيموت على عشقهما.