ذات يوم.. وفاة المشير أبوغزالة.. والجدل يتجدد: هل خاف منه مبارك؟

الثلاثاء، 06 سبتمبر 2016 10:00 ص
ذات يوم.. وفاة المشير أبوغزالة.. والجدل يتجدد: هل خاف منه مبارك؟ أبوغزالة
كتب : سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تستغرق الجنازة أكثر من عشرة دقائق فقط، بالرغم من أنها كانت للمشير محمد عبد الحليم أبو غزالة الذى رحل فى مثل هذا اليوم «6 سبتمبر 2008»، وحضرها الرئيس محمد حسنى مبارك ومسؤولون، وكان عدد المشاركين فى الجنازة أقل من 200 شخص.
 
كانت الجنازة عسكرية للرجل الذى شغل الدنيا منذ أن تولى منصبه وزيرا لدفاع مصر وقائدا عاما لقواتها المسلحة من عام 1981 حتى 1989، وأثناء ذلك كانت النظرة إليه على أنه الخليفة المنتظر للرئيس الذى اختاره السادات نائبا له فجأة ودون أى مقدمات أو ماضى سياس، فى حين كان «أبو غزالة» أحد أفراد تنظيم الضباط الأحرار الذى قاد ثورة 23 يوليو 1925، وكان وقتها ضابطا حديث التخرج من الكلية الحربية «دفعة 1949»، وكان عمره وقتها 19 عاما، فهو من مواليد 15 يناير 1930 بقرية «قبور الأمراء «مركز الدلنجات - محافظة البحيرة»، وتزود بالدراسة العسكرية فحصل على إجازة القادة للتشكيلات المدفعية من أكاديمية ستالين بالاتحاد السوفيتى «سابقا» عام 1961، وهو أيضا خريج أكاديمية ناصر العسكرية العليا، وحامل بكالوريوس التجارة وماجستير إدارة الأعمال من جامعة القاهرة، والمشارك فى حرب عام 1948 ضد العصابات الصهيونية، وكان لا يزال طالبا فى الكلية الحربية، وحرب 1956 ضد العدوان الثلاثى على مصر «فرنسا وبريطانيا وإسرائيل»، وفى حرب 5 يونيو 1967 كان بالمنطقة الغربية وانقطعت اتصالاته بالقيادة، وفى حرب 6 أكتوبر عام 1973 قدم أداء متميزا عبر قيادته لسلاح المدفعية.
 
 تزود «أبو غزالة» بمؤهلاته العلمية وتجاربه القتالية على الأرض ومع سمات شخصية أخرى له، رأى البعض فيه «كاريزما» لا تتوفر لمبارك ويعبر المحامى البارز مختار نوح عن ذلك فى مقال له بعنوان «انتصار المشير حيا وميتا، جريدة الدستور 1 فبراير 2009، يقول فيه إن الرجل تمتع «بعناصر كاريزما جعلت منه القيادة المفضلة لدى جموع المصريين».
 
وتعزز الاعتقاد بأنه سيشق طريقه يوما إلى حكم مصر، من طريقة استقباله فى أمريكا أثناء زيارته لها فى نوفمبر 1986، فلم يستقبله وزير الدفاع الأمريكى «كاسبار واينبرجر» فقط، وإنما استقبله وزير الخارجية ومستشار الأمن القومى الأمريكى وجورج بوش نائب الرئيس ريجان، ونواب فى الكونجرس وشملت مباحثاته كل القضايا. 
 
جاء ذلك بعد خطوة أخرى تحتفظ بها الذاكرة التاريخية كواحدة من أكبر التحديات التى واجهت حكم مبارك وهى، أحداث تمرد الأمن المركزى «فبراير 1986»، وكان مبارك وقتها فى زيارة إلى الصين، ونزل الجيش إلى الشارع لوقف التمرد فحصل أبو غزالة على شعبية إضافية وتأكيد على قوته. تجدد الحديث حول كل ذلك وقت وفاته، وشمل أسئلة: لماذا أقاله مبارك فجأة عام 1989؟، وهل كانت بضغوط من واشنطن كما يشير محمد حسنين هيكل فى كتابه «حرب الخليج أوهام القوة والنصر»، على خلفية القبض على العالم المصرى عبد القادر حلمى فى أمريكا بتهمة تهريبه مواد خاصة بتكنولوجيا صناعة الصواريخ فى إطار مشروع بين مصر والعراق والأرجنتين؟
 
 وبالطبع فإن هذه المسألة لو صحت تضيف إلى رصيد الرجل، غير أنه وفى الرصد الموضوعى لسيرته السياسية، سنجدها لا تغرد خارج المشروع الأمريكى، مما يرجح أن تخلص مبارك منه كانت لأسباب شخصية، وحسب الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء الأسبق فى مذكراته «دار الشروق - القاهرة»، أنه فى 27 فبراير 1986 وأثناء اجتماعه مع أبوغزالة وقيادات عسكرية أخرى قال أحدهم لأ بوغزالة: «ما تخلصنا منه بقى» فى إشارة إلى مبارك،فرد: «لا يمكن أن أفعل ذلك، وإن أخطأت وفعلت سيأتى من يفعل ذلك معى»، وذكر الدكتور مصطفى الفقى فى إحدى ندواته بكلية دار العلوم جامعة القاهرة: «مبارك كان يخشى أبو غزالة فى السنوات التى شغل فيها منصب وزير الدفاع».
 
عاش أبو غزالة سنواته الأخيرة فى الظل، واقتصر على تقديم مساهمات فى التحليلات السياسية بخلفيته العسكرية لصحف عربية، والمعروف أنه قدم عدة مؤلفات منها «فن الحرب» وصدر فى 4 أجزاء و«انطلقت المدافع عند الظهر» و«القاموس العلمى فى المصطلحات العسكرية»، كما ترجم مجموعة من الكتب أهمها «حول استخدام الطريق الرياضية فى الحرب الحديثة» و«بعد العاصفة» و«الحرب ضد الحرب».

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة