تحت سقف "عشة" من البوص- تستر جوانبها أكياس بالية- لا تزيد مساحتها عن 4 أمتار، فى محيط مدينة العريش بشمال سيناء، يعيش الأشقاء الثلاثة "على" و"مريم" و"محمود" سليمان أحمد، تتراوح أعمارهم بين الـ 15 و30 عامًا، معاقين ذهنيًا وجسديًا، ويعانون أمراضًا متعددة، لا يبرحون مكانهم إلا محمولين على الأكتاف، وتقوم على رعايتهم والدتهم المسنة "أم عبدالله"، وهى أرملة تفرغت بشكل تام لخدمتهم التى يحتاجونها من رعاية صحية، وتبديل ملابسهم ونظافتهم الشخصية، ومناولتهم للطعام وقضاء حاجتهم ونقلهم لتلقى العلاج، فى مشهد مأساوى إنسانى يجسد صبر هذه الأم على ما ابتلت به وحرصها أن تؤدى دورها مع أبنائها الثلاثة وكأنهم لا يزالون فى مهد الطفولة الأولى.
أم عبد الله مع أبنائها الثلاثة المعاقين
دموع والدتهم السيدة "أم عبدالله" سبقت كلماتها وغلبت طلاقة لسانها وهى تصف لـ"اليوم السابع"، ما أحل بها من حزن بعدما ضاع أملها فى أن تجد من يساعدها فى رعاية أبنائها الثلاثة، الذين تصفهم بـ"أحباب الله" الذين لا تشعر بالسعادة إلا وهى تحت أقدامهم تسهر على تلبية احتياجاتهم.
أم عبد الله تقول إنها تأمل أن يسمح وزير الصحة بدخول ابنة ابنها فصول التمريض لمساعدة أعمامها المعاقين
وقالت "أم عبدالله"، إن هؤلاء المعاقين يحتاجون لرعاية صحية بشكل متواصل، حيث يعانون أمراضا مختلفة تحتاج لتركيب محاليل وضرب حقن، ومناولتهم أدوية وهى أمور لا تستطيع القيام بها، وأوضحت أن لديها 4 أبناء آخرين أصحاء، وهم يعيشون فى عشش أخرى تجاورها، وجميعهم كانوا يعقدون الأمل على ابنة ابنها الطالبة "صفاء عبدالله سليمان أحمد" أن تقوم بالرعاية الطبية لهم بعد التحاقها بمدرسة التمريض، حيث إنها أنهت دراستها الإعدادية هذا العام، وبعد أن تقدمت للدراسة بفصول مدرسة التمريض التابعة لوزارة الصحة بمستشفى العريش رفض طلبها ومجموعها 159 درجة، وبرفض الطلب فقدت الأسرة الأمل فى وجود من يقوم برعاية هؤلاء طبيا فى المنزل.
ثلاثة معاقين فى عشة واحدة بالعريش بحاجة لرعاية صحية
وأوضحت "أم عبد الله" أنها لا تطلب مساعدة مالية لهؤلاء فهم أسرة رغم كل الأوضاع الصعبة يوفرون نفقات معيشتهم، ولكنها لها مطلب واحد تأمل أن يستجيب له رئيس الوزراء ووزير الصحة ومحافظ شمال سيناء، لأجل هؤلاء المعاقين، وهو أن تلتحق ابنة ابنها "صفاء عبدالله"، بفصول التمريض فى مدرسة العريش للتمريض، لتساعدها فى رعايتهم صحيًا، مشيرة لأنها تذهب بهم للمستشفيات، ثم تعود للعشة التى يعيشون فيها وعند عودتها تواجه مشكلة أن تقوم بعمل اللازم لهم طبيًا من الأمور الأولية ولا تعرف.
دموع والدتهم سبقت كلامها عنهم
وأكدت أنها كأم ترتضى بما قدره الله لها فى أبنائها الثلاثة، وكان من بينهم رابع معاق ولكنه توفى، وأنها بوفاة زوجها الذى كان معينا لها فى تربيتهم، تحملت هى المسئوليات فى حين أن أبناءها يجرون على رزقهم ومتطلباتهم المعيشية، ومتطلبات أسرهم حيث جميعهم متزوجين ويعيشون بجوارهم فى عشش متجاورة فى منطقة شمال منطقة الزهور بالعريش.
ظروف صعبة تعيشها الأسرة التى تسكن العشش
بالفيديو.. مأساة أم لثلاثة معاقين ترعاهم داخل... by youm7
للتواصل مع الحالة 01001224384
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة