كرم جبر

ما أجمل القاهرة فى العيد !

الجمعة، 09 سبتمبر 2016 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ما أروعها وأجملها وسحر هدوءها، وخلو شوارعها من إزعاج السيارات، وتكدس الشوارع واختناق المرور، وتكون القاهرة فى إجازات الأعياد مدينة الأحلام، تتنفس الصعداء وتتخفف من الأعباء، ويهجرها الملايين الذين يقضون الإجازة فى مدنهم وقراهم والمدن الساحلية، ومن يمر بسيارته فى وسط البلد والمهندسين والعباسية والتحرير، وغيرها من المناطق، لا يكاد يصدق نفسه من فرط هدوء العاصمة.

 

القاهرة فى إجازات الأعياد، تذكرنا بالزمن الجميل، أيام أفلام الأبيض وأسود، قبل أن يقتحمها طوفان الهجرة، حين رفع الملايين شعار "كل الطرق تؤدى إلى القاهرة"، وكانت سياسات كارثية خاطئة، جعلت كل من يحلم بفرصة عيش كريمة يأتى إلى القاهرة، الجامعات فى القاهرة والحكومة والوزارات والسينمات والمسارح، والأطباء والمستشفيات ومترو الانفاق والمطار، والأسواق والمولات والمراكز التجارية، واحتشدت كل سبل الحياة فى العاصمة.

 

الصعايدة هم اكثر من هاجروا للقاهرة، بسبب اهمال كل الحكومات فى الستين سنة الأخيرة للصعيد، لم ينشئوا فيه مدنا صناعية مثل العاشر و6 أكتوبر ولم يحصل على نصيبه العادل من خطط التنمية، فاصبح مخنوقا بين جبلين وسطهما نهر النيل، ولا سبيل للخلاص إلا بالهجرة إلى القاهرة، وأثبت الصعايدك قوة عزيمتهم وصلابتهم، وأصبح كثيرين منهم ملوكا للعاصمة، يمتلكون الأسواق والمحال التجارية، وعندما تذهب إلى سوق العبور أو 6 أكتوبر، يخيل إليك أنك فى قنا أو أسوان.

 

حتى المدن الجديدة التى تحيط بالقاهرة اصبحت حزاما ضاغطا على مرافقها وخدماتها وشوارعها، لأنها فى البداية كانت مثل اللوكاندات التى يبيت السكان فيها، ويذهبون فى الصباح إلى اشغالهم فى القاهرة، فزادوها تعبا على تعب وازدحاما على ازدحام، ومهما تعددت الكبارى والدائرى والطرق البديلة، فهى مجرد مسكنات، ولا تقدم حلولا ناجزة.

 

أجمل ما فى القاهرة فى الأعياد، هو اختفاء سيارات النقل واللوريات والمقطورات، التى تستبيح الشوارع فى جبروت وغطرسة، ولا تعترف بقوانين ولا حارات السير، والمشهد المكرر دائما، هو سباق سيارات النقل مع بعضها، وتعطيلها الطرق السريعة وأرتال السيارات الصغيرة خلفها، وصاحب الحظ العثر هو من تنحرف نحوه مقطورة، تقذفه فى الرصيف.

 

إجازة العيد هذا العام طويلة ومرحرحة، وتصحبها هجرة معاكسة إلى المواطن الأصلية، وسعيد الحظ هو من لا يغادر القاهرة فى العيد، سيشعر أنه فى بلد غير البلد وبشر غير البشر.. وكل عام وأنتم بخير.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة