"رعى الأغنام" مهنة تصارع من أجل البقاء بالمنوفية

الأحد، 01 يناير 2017 05:35 ص
"رعى الأغنام" مهنة تصارع من أجل البقاء بالمنوفية رعى الأغنام مهنة فى طريقها للاندثار
المنوفية – محمود شاكر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

ما بين الماضى والحاضر تواجدت مهن واندثرت أخرى، وبقت ثالة تصارع من أجل البقاء، على بعض الرفات والأحلام وميراث الأجداد إلى الأبناء وسط تمسك الابناء بما خلفه لهم ابائهم وأجدادهم من مهن مختلفة، حتى وإن كانت لا تفى بمتطلبات الحياة، القاسية التى اشتعلت بها الكثير من سبل الحياة بها، ولكن ظلت هناك مهن كثيرة تصارع وتناضل من أجل البقاء وشاهدة على الميراث الذى خلفه الآباء إلى أبنائهم

 

فعلى أطراف مترامية من المدن والقرى المختلفة وفى قطع الأرض الخالية والتى تنبت بالعشب أو بعض الحشائش نجد مهنة "رعى الأغنام" والتى قلت بشكل كبير خلال الأيام الأخيرة، وقلما نجد أو نقابل من يعملون بهذه المهنة، التى أصبحت من المهن القديمة والتى تتواجد بندرة بمحافظة المنوفية

 

اليوم السابع، يفتح ملف المهنة مع أحد رعاة الغنم بأحد القطع المنتشرة بها الحشائش على أطراف مدينة الباجور التابعة لمحافظة المنوفية، وجدنا أسرة ترعى الغنم واقتربنا أكثر لنتعرف عليهم، وعلى حفاظهم على تلك المهنة التى اندثرت فى العديد من المحافظات وأصبح العامل بها قليل جدا ولم تعد منتشرة كما كان فى الماضىى

 

قالت فتحية مصطفى زوجى غنام، وتزوجنا منذ 15 عاما، ولدينا ثلاثة من الابناء، يرعون معنا فى الغنم التى نقوم بتربيتها بالمشاركة مع العديد من المواطنين مقابل الحصول على عشر ما يتم تربيته ، مشيرة إلى انها منذ زواجها وهى تكافح مع زوجها من مكان إلى آخر ومن قرية إلى أخرى من أجل الحصول على لقمة العيش

 

وأضافت فتحية، أن يومهم يبدأ عقب صلاة الفجر مباشرة ليستيقظوا ويقوموا بالسعى بالأغنام أما إلى الأراضى التى بها بعض الأعشاب والمترامية بين القرى والأخرى فى يوم طويل ونعود مع آخر ضوء للشمس، أو أن نقوم بالجلوس بأحد الأمكان الخالية فى أى قرية، أو الأماكن المتروكة أو المهجورة، ونقوم بشراء البرسيم للأغنام

 

وتابعت فتحية، إنهم يتحصلون على مقابل من أصحاب الغنم الذين يقومون بإعطائهم الغنم للرعى معهم، فى مقابل الحصول على العشر من تلك الاغنام، وهو ما أصبح الآن غير قادر على مواجهة الارتفاع الشديد للأسعار والتى لم تعد تستطيع مواجهته، وتطالب بأن يكون هناك تخفيض لتلك الأسعار والتى رفعت معها العديد من الأسعار، وأصبح البرسيم الذى نشتريه رفعه الفلاحون وأصبح بسعر مضاعف على الرغم من أن المقابل الذى نتحصل علية من تربية الأغنام لم يزد على الإطلاق

 

وأكدت فتحية انها تواجه الارتفاع الشديد فى الأسعار هى وزوجها بشكل كبير وأن الارتفاع الشديد فى الأسعار يرهقهم كثيرا ما يجعلهم غير قادرين على تحمل الأعباء التى تزداد يوميا مع عدم زيادة المقابل الذى يتحصلون عليه، وعلى الرغم من كل تلك الأزمات إلا أن البسمة لم تفارق الزوجة والتى أكدت على أنها لولا البسمة لانتهت الحياة ولا صبحنا غير قادرين على الحياة

 

من جانبه قال محمد جمال، راعى الغنم ، أنه يقوم هو وزوجته برعى الأغنام منذ أكثر من 15 عاما، ورثها عن والده، وأنه يحب تلك المهنة بشكل كبير، وعلى الرغم من المقابل البسيط الذى تقدمة له المهنة إلا انه ما زال متمسكا بها، معللا بأنه لا يتمكن من العمل بأى شىء سوى تلك المهنة التى قضى بها حياته كاملة ويعلم أبنائه لها

 

وأضاف جمال، أنه يطالب الآن بأن يتم تأمينه أو إعطائه لأى معاش أو تأمينات أو أى راتب شهرى ليساعده على مواجهة الحياة الصعبة التى ازدادت مطالبها بشكل كبير ، مشيرا إلى أنه على الرغم من ضيق اليد إلا أنه يسعى إلى تعليم أبنائه الثلاثة الذين يتعلمون فى مراحل تعليمية متنوعة، حتى يتمكنوا من الحصول على وظائف تساعدهم على مواجهة عناء الحياة، مؤكدا أن المهنة لم تعد قادرة على مواجهة تحديات الحياة

 

من جانبه قال صالح محمد، نجل راعى الغنم أنه يسعى مع والدة بنفس المهنة التى يحبها مثل والده، وأنه سيكمل بالعمل بها، على الرغم من أنه بالمدرسة الآن، إلا أنه مع حبة وتعلقه بالمهنة سيكمل بها على الرغم من مطالبات والدة له بأن يكثف مجهوده فى التعليم حتى يتمكن من الحصول على وظيفة، مؤكدا أنه سيكمل العمل بالمهنة وأن التعليم سيكون بجوار العمل بها

 

 فيما أكدت الأسرة على أنها ترضى بم قسمة الله لها من رزق يوم بيوم، ولكنهم يطالبون بـأن يتم النظر إليهم نظرة عطف حتى يتمكنوا من مواجهة متطلبات الحياة التى ترتفع من حولهم فى كل شىء ولا يرتفع فى المقابل ما يتحصلون عليه من مقابل يساعدهم على مواجهة العناء للحياة وما تتطلبه من سبل أساسية لمواجهتها

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة