عمار على حسن يطالب بتدريس العلوم الإنسانية لطلبة الطب والهندسة لمنع تطرفهم

الأحد، 01 يناير 2017 03:08 م
عمار على حسن يطالب بتدريس العلوم الإنسانية لطلبة الطب والهندسة لمنع تطرفهم الروائى والمفكر السياسى، عمار على حسن
كتب أحمد جودة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكد الروائى والمفكر السياسى عمار على حسن، أنه طالب منذ عام 1994 بتدريس مواد للعلوم الإنسانية على طلبة الكليات التطبيقية مثل الطب والهندسة والعلوم وغيرها، لكن مطالبته لم تلق استجابة، مشيرا إلى أنه قام بذلك بعد دراسة عن الخلفيات التعليمية لقادة الجماعات المتطرفة أعدها فى ذلك الوقت، وأظهرت أن أغلب هذه القيادات ينتمى إلى تلك الكليات.

 

وأضاف "عمار" فى تصريحات خاصة لــــ "اليوم السابع" أنه انتهز فرصة المشاركة بمحاضرة عن "الشخصية المصرية" فى سياق مؤتمر عن المجتمع والصحة العامة فى مصر عقدته كلية الطب جامعة الإسكندرية أواخر شهر نوفمبر الماضى، وطلب من رئيسة الجامعة التى كانت تجلس إلى جواره على المنصة أن تبدأ فى تطبيق هذا المسار، لتكون لجامعة الإسكندرية الريادة، وبعدها ستحذو جامعات أخرى حذوها.

 

 وتابع عمار على حسن فى  تعليقه على ما جرى خلال جلسة للجنة التعليم بالبرلمان اليوم "هذا أمر لا يجب أن يُترك سدى، وبلا جدوى، إنما من الضرورى أن يُدرس على وجه دقيق، لنقف على الأسباب الحقيقية لهذه الظاهرة الممتدة فى حياة العرب والمسلمين. ولا يكفى هنا أن تجمع أجهزة الأمن المعلومات عن خريجى وطلاب الكليات العملية المنتمين إلى جماعات الإسلام السياسى وتقول "نعرف كل شيء عنهم"، فليس هذا هو المقصود، إنما كيف يمكن أن ننقذ هؤلاء الطلبة، ومنذ البداية، من الانسياق وراء التطرف الدينى، بطرق أعمق وأشمل من مجرد المواجهة الأمنية؟".

وأكد الروائى والمفكر السياسى، أن الإجابة على السؤال السابق تتطلب أولا عرض الأسباب التى تؤدى إلى غلبة نسبة المنحدرين من التعليم التطبيقى أو البحث على أعضاء الجماعات والتنظيمات التى توظف الدين الإسلامى فى تحصيل السلطة السياسية وحيازة الثروة الاقتصادية، وهى فى الحقيقة أسباب معقدة ومتشعبة.

 

وشرح عمار هذه الأسباب، فى تصريحه لليوم السابع، على النحو التالى:أولها أن هذه الكليات، خصوصا الطب والهندسة، تركز عليها هذه الجماعات فى عملية التجنيد فى صفوف الطلبة، كى تستثمر الخريجين فيما بعد اقتصاديا واجتماعيا. فجماعة الإخوان، مثلا، تفتح للأطباء الجدد منهم عيادات ومستوصفات، تدر على الجماعة دخلا وفيرا، وتمكن الأطباء من بناء رصيد اجتماعى من خلال التعامل اليومى مع المرضى، وتخصيص ساعة فى اليوم أو يوم فى الأسبوع للفحص المجانى، فإن زاد هذا الرصيد عند بعض الأعضاء دفعتهم الجماعة إلى الترشح فى الانتخابات التشريعية، وهى تعرف قدرتهم على المنافسة.

 

وتضمن الجماعة أن يتحقق هذا بسهولة، نظرا للمكانة الاجتماعية التى يحظى بها الطبيب والمهندس بين الناس، لاسيما البسطاء منهم، ونظرا للإمكانات المادية الكبيرة التى تضعها قيادة الإخوان فى أيدى هؤلاء، الذين يشكلوا عنصرا مهما من عناصر صناعة العمق الاجتماعى لها، عبر تقديم الخدمات الصحية، حين تعجز أو تضعف قدرة الدولة على تقديمها.

 

وأشار إلى أن العامل الثانى  يتعلق  بالدراسات العملية التى تقوم على قوانين علمية محددة، وبهذا فهى لا تمنح صاحبها قدرة على المساءلة والجدل يؤتاها خريجو الكليات الإنسانية أو النظرية، وبالتالى يصبح طالب الكليات العملية مثاليا لجماعة تقوم على السمع والطاعة. وهذا العيب يتعمق فى الحقيقة مع غلبة الحفظ على الفهم فى نظمنا التعليمية فى المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، فيصبح الطالب، حين يصل إلى الجامعة، صيدا سهلا لهذه الجماعات، التى تحتاج إلى عقول منغلقة لم تتعلم الشك فيما تسمع وتقرأ، ولا تُسائل كل ما يجرى حولها وأمامها، ولا تأخذ كل شيء على أنه نسبى.

 

وأكد عمار على حسن أن دارسى العلوم التطبيقية يعتقدون أن العالم والمجتمع يسير على شاكلة الأرقام والنظريات والقوانين العلمية الصارمة، بما يجعلهم غير مؤمنين بالتعددية واختلاف الآراء والتوجهات، وتباين المصالح، فالحقيقة العلمية واحدة، وهو أمر يريده الإخوان وأتباعهم ممن يزعمون أن ما هم عليه هو الحقيقة، وهو واحد لا يقبل التعدد، لأنه "صحيح الدين" و"الطريق المستقيم" و"نهج الصحابة" وهذه الأقاويل غير العلمية تنطلى على كثيرين، من أسف شديد.

والعامل الرابع يتعلق بجفاف الدراسات التطبيقية مما يجعل الدارسين فى حاجة إلى ما يروى ظمأهم الروحي، وهنا تطرح الجماعات الإسلامية المسيسة تصورها لهم باعتباره الدين، وتضمن إقبالا شديدا منهم عليه.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة