نهض عن الكرسى من منتصف القاعة، وتوجه عكس الاتجاه الذى سلكته الشخصيات الرسمية التى صعدت إلى المنبر، وهو يسير بخطوات واثقة ونظرة الحب الممزوجة بفرحة الانتصار وعيون الحشود تلاحقه.
وقبل أن يصعد مفتى سوريا، الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون، إلى منصة دار الأوبرا، انحنى وتناول بيده يدى أول مقعد من جرحى الجيش العربى السورى، الذين كانوا مع كراسيهم المتحركة فى الصف الأول من قاعة دار الأوبرا بدمشق، وقبلها بحرارة وانتقل إلى الجريح الذى بجانبه وقبل يده أيضاً، بينما كان الجرحى ينهضون عن كراسيهم لتقبيل يد مفتى بلادهم، الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون، وعند الانتهاء من تقبيل أيدى الصف الأول من الجرحى اعتلى المنبر مستشهداً بقول الله تعالى "وكان حق علينا نصر المؤمنين"، حسبما ذكرته وكالة "سبوتنيك" الروسية.
مفتى سوريا يقبل أيادى الشهداء الأحياء
هكذا ترجل الشيخ حسون كعادته فى لباقته وتعامله السمح وبوطنيته الخالصة أمام عدد من جرحى الجيش العربى السوري، ليردف، قائلاً: "إن الشهداء بذلوا الروح ليجعلوا أرض الوطن طاهرة من الرجس والإرهاب، ويجعلوا عمائمنا شامخة إلى السماء، ولولا الجيش العربى السورى لكان العدو دمر المسجد الأموى ودمر الكنائس والمدارس والجامعات".
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية، عن مفتى سوريا، قوله إن القوات المسلحة السورية فى الجو والبر والبحر أثبتت أن النصر ليس بالكثرة ولا بالعدد ولا بالقوة، فثمانون دولة هددت وحشدت على سوريا، وألف قناة إعلامية حاربت البلاد، وقالوا إن الجيش تمزق، "ولكن الآن نرد ونقول 6 سنوات وقائدنا السيد الرئيس بشار الأسد الشاب المؤمن يقف فى وجه العدو كالطوق ويقول هذا شعبى وهذا جيش الوطن".
وأشار حسون إلى إن العالم فى حالة ذهول لما صنعته سوريا بأبطالها وبأبنائها وبعلمائها وبتجارها، فالدول المعتدية أرسلت 375 ألف إرهابى وحاولت أمريكا وفرنسا وبريطانيا وأوروبا ومعهم المال العربى الحرام ليذلوا الشعب السورى، لكن الله لم يزيد هذا الشعب إلا العزة والكرامة.
وكان الدكتور أحمد بدر الدين حسون، قد أكد فى تصريحات سابقة، أن روسيا تقف دائماً مع الحق والحقيقة لا مع السياسة والمصالح الشخصية، مشيرا إلى أن تاريخ روسيا يشهد على ذلك فهى ليست مستعمرة، إنما تعطى درساً للعالم فى مواقفها لاسيما بمجلس الأمن.
ويُعد الدكتور أحمد بدر الدين حسون، من مواليد عام 1949، حيث ولد فى مدينة حلب السورية، ويحمل إجازة فى الأدب العربى، وحصل على دكتوراه فلا الفقه الشافعى من جامعة الأزهر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة